شهدت بلادنا منذ أيام منعرجا خطيرا و غير مسبوق لأعمال العنف و تهديدا لأمن المواطنين و حرياتهم و ممتلكاتهم الى جانب تخريب المنشآت العامة و الخاصة من مقرات امنية و محاكم و مقرات الاحزاب السياسية و الاتحاد العام التونسي للشغل و قد اتخذت هذه الأعمال غطاءا دينيا "بدعوى الدفاع عن ألمقدسات" تورطت فيها مجموعات تعلن انتمائها صراحة للسلفية الجهادية إلى جانب عناصر اجرامية اخرى. و تأتي هذه الهجمة المنظمة و الممنهجة بعد أن شهدت البلاد منذ اشهر تناميا مطردا لأعمال العنف المادي و المعنوي التي اتتها هذه المجموعات المتسترة بالدين في حق القوى الديمقراطية و المواطنين و المرافق العمومية قابلتها السلطات بتهاون ملحوظ رغم تنبيه العديد من الاحزاب و المنظمات لما تشكله هذه المجموعات من خطورة على امن البلاد و المواطنين و حرياتهم. لقد اتخذت هذه المجموعات من معرض لأعمال فنية ذريعة لشن هجمتها مدعية احتوائه على لوحات تتضمن "إساءة للمقدسات" سرعان ما اتضح زيف ادعائها ما يؤكد الطابع المنظم لهذه الهجمة و يكشف النية المبيتة للمحرضين عليها و ما يفضح ان اهدافهم لا علاقة لها بالدفاع عن الاسلام و مقدساته. إن الأحزاب الموقعة على هذا البيان: 1) تدين بشدة أعمال العنف و التخريب التي اقترفتها هذه الجماعات المتطرفة و تعبّر عن تضامنها الكامل مع من تم استهدافهم من مواطنين و أحزاب و منظمات و أعوان امن و منشئات عمومية و خاصة. 2) تحمل المسؤولية كاملة للائتلاف الحاكم لتهاونه في التصدي لتنامي هذه الظاهرة التي تهدّد سلامة البلاد و امن المواطنين و تحمّل كل من وزير الشؤون الدينية ووزير الثقافة مسؤولية خاصة في إنخرام الوضع الأمني و تطالب بمحاسبتهما. 3) تطالب بالتحقيق الجدي و المستقل للكشف عن مقترفي هذه الاعمال الاجرامية و احالتهم على العدالة فورا. 4) تدعو كل القوى الديمقراطية من احزاب و منظمات و جمعيات الى رص صفوفها للتصدي الى هذه الظاهرة الخطيرة. 5) تدعو الشعب التونسي للحفاظ على وحدته وعدم الانسياق وراء دعوات الفتنة و القضايا المفتعلة التي تهدف الى صرفه عن قضاياه الحقيقية وعن أهداف ثورته في الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية 6) تعتبر أن هذه الأحداث لم تزدنا إلا تأكيدا على ضرورة التعجيل بالنأي بالمقدس الديني عن التوظيف السياسي والحزبي وتأكد على وجوب تحييد المؤسسات الدينية ودور العبادة عن التجاذبات السياسية. وتدين مواصلة بعض الاطراف داخل السلطة وخارجها استعمال خطاب يشحن المشاعر الدينية بغرض تشويه خصومها وتكفيرهم ما يخلق مناخا مناسبا لتنامي الجماعات المتطرفة والعنيفة التي تهدد امن واستقرار تونس والتونسيين. الموقعون : المسار الديمقراطي الإجتماعي الحزب الجمهوري حزب العمل الوطني الديمقراطي