عقدت الرابطة التونسية للتسامح اليوم 17 أوت 2012 ندوة صحفية عو ذلك لعرض وقائع الاعتداء الهمجي الذي تعرض له عدد من نشطائها في مهرجان الأقصى ببنزرت ، و قد تحدث السيد صلاح الدين المصري ثم السيد أحمد كحلاوي. ذكر الأستاذ المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح أن الاعتداء تم في حدود الساعة الثامنة و النصف من ليلة 16 أوت حيث تجمع عدد كبير من التكفيريين في دار الشباب و قاموا بتمزيق الملصقات المتعلقة بالقدس و الأقصى و عندما توجه اليهم بعض النشطاء بالسؤال عن الأسباب قالوا لهم : سمير القنطار كافر و لا بد أن يقتل ، و كانوا يصطحبون أسلحة بيضاء استعملوها في عدوانهم ،و لم يسمعوا لدعوات الحوار التي وجهها لهم نشطاء مهرجان الأقصى و حتى عندما تمت الموافقة على إلغاء المهرجان فإنهم لم يتركوهم و انهالوا عليهم ضربا و كانوا بمعدل 30 تكفيري ضد واحد من نشطاء الأقصى ، نجم عن هذا العدوان الهمجي ثلاثة جرحى ، اثنان من الرابطة و ناشط من منظمة حرية و إنصاف فرع بنزرت ، و قد تمّ نقلهم إلى المستشفى الجهوي ببنزرت أين زارهم الوالي ، و قد كانت الجروح عميقة في حالة الأخ منجي و كذلك خالد اما الصديق شكري فقد جرح في رأسه. ثم بعد العرض انتقل إلى الموقف و المطالب : أولا: الموقف 1. إننا في الرابطة التونسية للتسامح تعرضنا إلى اعتداءات شنيعة من طرف التكفيريين في مرات سابقة و كنا دائما نتجنب الردّ و نؤكد على وجوب التسامح ، و نبهنا بعد الاعتداء على الكنيسة الأرذوكسية إلى خطورة الواقع الذي تضيق فيه الحريات ، و وجهنا دعوة عبر وسائل الأعلام لعقد لقاء وطني بين مختلف مكونات المجتمع المدني و وزارة الشؤون الدينية يهدف إلى إصدار بيان الحريات الفردية و الفكرية و الدينية ،و إلى إدارة حوار دائم يمكن أن يقدم حلول و مقاربات علمية لتجاوز الظاهرة التكفيرية 2. إننا لاحظنا أن هذه الاعتداءات تتكررباستمرار كلما تحركنا في ملف تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني ،في أوت 2011 و في ديسمبر 2011 و في أوت 2012،وهو ما يؤكد العلاقة الموضوعية بين رؤوس هذه التكفيرية و الصهيونية العالمية التي كلما عجزت في مواجهة الأمة فإنها تلجأ إلى التكفيرية التي تنوبها في المهام القذرة 3. إننا نميز بدقة كبيرة بين صناع التكفيرية المرتبطين بالصهيونية و الهيمنة الأمريكية و بين الشباب التونسي المتحمس لدينه و الذي تنقصه المعرفة الدينية الصحيحة و القيادة الصالحة التي يمكن أن توقف هذه التوجهات العدمية القاتلة للشباب ، إن شبابنا ضحية التصحر الثقافي و المعرفي و الديني طيلة حكم الطاغية و ضحية التضليل الإعلامي الممنهج الذي تمارسه الفضائيات الممولة سعوديا و خليجيا اثار اعتداء السلفيين على الحقوقي خالد بوجمعة ثانياً :المطالب 1. رفع الغطاء الديني و السياسي عن (( التكفيرية )) و هذه مهمة الجهات الدينية التونسية الرسمية ( وزارة الشؤون الدينية ) و الجهات غير الرسمية من جامع الزيتونة إلى الأحزاب الإسلامية و خاصة حركة النهضة ، و التوقف عن منطق التبرير للعنف التكفيري و التعامل معه على انه ظواهر فردية عابرة و أن هؤلاء التكفيريين يمكن قبولهم في المجتمع السياسي التونسي 2. التوقف عن المقارنة بين العنف التكفيري الاستراتيجي المرتبط بمشروع دولي يجتهد لمساعدة المشروع الصهيوني الذي يستهدف وحدة الأمة و جميع منجزاتها الحضارية و بين العنف العفوي الظرفي الذي يمكن أن يقع هناك أو هناك ،إنّ المقارنة التي تقوم بها بعض الأطراف لها دلالة الغطاء و التبرير للعنف التكفيري 3. إخراج الخطر التكفيري من التجاذب السياسي و اعتبارها خطرا على الدولة التونسية و الانسان عموما و ليست خطرا على هذا الطرف أو ذاك ،و نحن نرجو من المعارضة الوطنية أن تساهم في رفع هذا التحدي و الابتعاد عن توظيف هذه المحنة ، كما نطالب حركة النهضة بالتفاعل الإيجابي و السير قدما في اتجاه موقف حاسم من التكفيرية داخليا و تنظيميا قبل أن يكون إعلاميا و خطابيا 4. التحقيق الجدي و القضاء العادل الذي يضع العنوان المناسب لعملية الاعتداء، و سيكون هذا أشد الامتحانات التي تمرّ بها الحركة