بقلم أبي فراس وصف نوفل الورتاني مقدم برنامج لاباس ب ''التونسية'' في معرض دفاعه عن سامي الفهري الذي صدرت بشأنه بطاقة إيداع بالسجن نشطاء النهضة وأنصارها على الفايسبوك "بالجرذان"... وبقطع النظر إن كانت بطاقة الإيداع بالسجن الصادرة في حق سامي الفهري بسبب اكتشاف ما تورط فيه من فساد مالي أو بسبب سياسي انتقامي على خلفية بثه برنامج القلابس على قناته التونسية فإن ما يمكن التأكيد عليه هو أن نوفل الورتاني وقع في المحظور حينما وصف نشطاء النهضة وأنصارها على الفايسبوك بالجرذان... نعم وقع في المحظور وهو الإعلامي الذي كان يوجه سهام انتقاده يمينا وشمالا إيمانا منه بحرية التعبير واعتمادا على هذا المبدأ، لا أحد نجا من تلك السهام... هو ينتقد صراحة مبتسما حينا وضاحكا أحيانا بما تحمله تلك الضحكات من دلالات مختلفة، وهو ينتقد باللمز والغمز، وهو ينتقد "من تحت حس مس".... وهذا طبعا من حقه ولا أحد يلومه في ذلك وعلى ذلك.... ولكن يوم كان هو وصاحب قناة التونسية هدفا لمثل تلك السهام التي كان يطلقها خرج عن طوره واختفى ذلك الوجه المبتسم حينا والضاحك أحيانا، وظهر الوجه العابس، وتفوه بما لا ينبغي أن يصدر عنه..... والحقيقة فإن مثل هذا السلوك لا أخلاقي وأناني جدا، وكثير منا يحبذونه، فنحن غالبية التونسية نحب نقد الآخرين وانتقادهم ونعشق كل ذلك كما لم يكن العشق أبدا، بينما يوم نكون عرضة لمثل ذلك النقد والانتقاد نجد أنفسنا مصابين بحساسية مفرطة تجاهه فننتفض ونثور ونسمح لأفواهنا بأن تخرج منها الدرر درر السب والشتم على كل لون يا كريمة ونهجم على من انتقدنا فنسمعه ما يكره، ونوفل الورتاني لم يحد عن هذا السلوك، وكان تونسيا بامتياز، فهو من تلك الفئة التي تؤمن بالرأي والرأي الأوحد، تؤمن بأن رأيها صواب لا يحتمل الخطأ أبدا ورأيك أنت خطأ لا يحتمل الصواب أبدا.....