بقلم الأستاذ أبولبابة سالم " و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" صدق الله العظيم , هو نور الهدى و نبيّ الرحمة . مازال الحقد المرضي و التعصّب المقيت يخيّم على بعض الأوساط الصهيونية و عتاة المتطرّفين العلمانيين و اللاّئكيين ممّن لا يعيشون إلا على الخراب و بثّ العنف و الكراهية و إثارة النّعرات السّمجة , نعرات العنصرية و التعصّب الديني و المذهبي . فيلم " براءة المسلمين" الذي موّله أكثر من 100 شخصية يهودية و بإخراج أمريكي إسرائيلي لتشويه سيّد الخلق محمد ليس عملا فنّيا بل هو دعارة إيديولوجية و لا يمتّ بصلة لحرية التعبير و الإبداع الفنّي. هو عمل لإشعال الفتنة الدينية و إثارة المسلمين تماما كما فعل القسّ الأمريكي " تيري جونز " الذي أحرق القرآن الكريم في إحدى الكنائس الأمريكية. تبدو أصابع الصهيونية حاضرة بقوّة في كل عمل إرهابي دنيء لأنّهم أعداء الحياة و السلام و المحبّة بين الشعوب , إنّهم المفسدون في الأرض كما وصفهم القرآن الكريم . حاربوا الرسول الأعظم في حياته و كادوا له المكائد الجهنّمية لعرقلة دعوة الإسلام , إسلام " إنّما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق " و إسلام " من آذى ذمّيا فقد آذاني " , إسلام :" يا أيّها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا", إسلام : " و إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ", إسلام الأخوّة الإنسانية التي يجسّدها قوله عليه السلام:" الناس كلّهم بنو آدم " و ....إنّ هذه النماذج من المرضى و الحاقدين لا يمثّلون الشعب الأمريكي العظيم في شيء بل هم عبء عليه , وهذا العبء تحوّل إلى دماء و أرواح تزهق وكان ضحيّتها السفير الامريكي في ليبيا . لقد صرّح أحد المسؤولين الأمريكيين بأنّه على الولايات المتّحدة أن تحاكم القس المتطرّف تيري جونز و منتج الفيلم بسبب إساءتهم للأديان و تسبّبهم في قتل السفير الأمركي في ليبيا. ما يحدث اليوم يطرح بشدّة مسألة احترام المقدّسات فلا توجد حرية مطلقة كما يدّعي أزلام اللائيكية اليعقوبية في تونس من الفوضويين و المتحلّلين من القيم الدينية من جماعة " عنّقني" الذين ملؤوا الساحة ضجيجا بعد عرض الفيلم سيّء الذكر "برسيبوليس" على قناة نسمة الذي تعدّى على الذات الإلهية . لقد أثبت هؤلاء بسلوكهم الأرعن حتّى في الشهر الفضيل أنّهم مجموعة من الشواذ و منبتّون عن مجتمعهم بل هم مستعدّون للعب أدوار أخطر من هذا بسبب المال المتدفّق من المنظمات المرتبطة بالصهيونية العالمية و تلبس عباءة الديمقراطية و حقوق الإنسان . إنّ طبيعة الردّ على تلك الإساءة تعكس مزاجا شعبيا لا يساوم على عقيدته و مقدّساته , قد أختلف مع ردود الأفعال العنيفة و المتشنّجة الناتجة عن حالة الغضب , لذلك علينا أن نردّ بأعمال تبرز شخصية الرسول الأعظم و مظاهر رحمته للبشريّة و أن نستثمر تلك الأموال التي تنفق على البذخ و الفساد في نشر صورة تعكس سماحة الإسلام و نبل قيمه, تلك مسؤولية الدول و أيضا رجال الأعمال .