الليلة: الحرارة في انخفاض مع أمطار غزيرة بهذه الجهات    سفيان الداهش للتونسيين: تُشاهدون ''صاحبك راجل 2" في رمضان    المستشفى الجامعي شارل نيكول يحقق أول عمليات ناجحة بالفيمتو ليزك بتونس!    متابعة مدى تقدم رقمنة مختلف العمليات الإدارية والمينائية المؤمنة بالشباك الموحد بميناء رادس محور جلسة عمل    حامة الجريد: انطلاق مهرجان رجال الحامة في دورته الثانية    نجاح جراحة عالية الدقة لأول مرة وطنيًا بالمستشفى الجامعي بقابس    كأس امم افريقيا 2025 :منتخب بنين يفوز على بوتسوانا 1-صفر    مدرب الكاميرون: "دربي إفريقي قوي بين الكاميرون وكوت ديفوار سيحسم على جزئيات"    محرز الغنوشي: طقس ممطر أثناء مباراة تونس ونيجيريا...هذا فال خير    عاجل/ مسجون على ذمة قضية مالية: هذه الشخصية تقوم باجراءات الصلح..    عاجل/ حجز يخوت ودرجات نارية فاخرة: تفاصيل تفكيك وفاق دولي لترويج المخدرات يقوده تونسي..    وزارة النقل: شحن الدفعة الأولى من صفقة اقتناء 461 حافلة من الصين قريبا    كأس أمم إفريقيا 2025: السودان وغينيا الاستوائية في اختبار حاسم لإنعاش آمال التأهل    مداهمة مصنع عشوائي بهذه الجهة وحجز مواد غذائية وتجميلية مقلدة..#خبر_عاجل    الكاف: ورشات فنية ومعارض وعروض موسيقية وندوات علمية في اليوم الثاني من مهرجان صليحة    مصادر دبلوماسية: اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية غدا بعد اعتراف إسرائيل بأرض الصومال    عاجل/ بعد اعتراف الكيان بأرض الصومال: حماس تصدر هذا البيان وتفجرها..    جريمة مروعة: وسط غموض كبير.. يقتل زوجته وبناته الثلاث ثم ينتحر..#خبر_عاجل    إيقافات جديدة في فضيحة مراهنات كرة القدم    اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية: محرز بوصيان يواصل رئاسة اللجنة    وليد الركراكي: التعادل أمام مالي "محبط"    الرياض تحتضن الدورة 12 للجنة المشتركة التونسية السعودية    رئيس الجمعية التونسية لمرض الابطن: لا علاج دوائي للمرض والحمية الغذائية ضرورة مدى الحياة    عاجل/ تنبيه: انقطاع التيار الكهربائي غدا بهذه المناطق..    مستخدمو التواصل الاجتماعي مجبرون على كشف أسمائهم الحقيقية    كميات الأمطار المسجّلة خلال ال24 ساعة الماضية    قابس: تقدم مشروع اصلاح أجزاء من الطرقات المرقمة بنسبة 90 بالمائة    حصيلة لأهمّ الأحداث الوطنية للثلاثي الثالث من سنة 2025    المسرح الوطني التونسي ضيف شرف الدورة 18 من المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر    عروض مسرحية وغنائية وندوات ومسابقات في الدورة العاشرة لمهرجان زيت الزيتون بتبرسق    أبرز الأحداث السياسية في تونس في أسبوع (من 20 ديسمبر إلى26 ديسمبر 2025)    سيدي بوزيد: تحرير 17 تنبيها كتابيا وحجز كميات من المواد الغذائية    السكك الحديدية تنتدب 575 عونا    مواعيد امتحانات باكالوريا 2026    التشكيلة المحتملة للمنتخب التونسي في مواجهة نيجيريا    عاجل/ تعطّل أكثر من ألف رحلة جوية بسبب عاصفة ثلجية..    حجز 5 أطنان من البطاطا بهذه الجهة ،وتحرير 10 محاضر اقتصادية..    تايلاند وكمبوديا توقعان اتفاقا بشأن وقف فوري لإطلاق النار    تنفيذا لقرار قضائي.. إخلاء القصر السياحي بمدنين    رئيس وزراء بريطانيا يعلن عن عودة الناشط علاء عبد الفتاح    ألمانيا.. الأمن يطلق النار على مريض بالمستشفى هددهم بمقص    فرنسا.. تفكيك شبكة متخصصة في سرقة الأسلحة والسيارات الفارهة عبر الحدود مع سويسرا    المجلس الجهوي لهيئة الصيادلة بتونس ينظم الدورة 13 للايام الصيدلانية يومي 16 و17 جانفي 2026 بتونس    استراحة الويكاند    صفاقس: الدورة الأولى لمعرض الصناعات التقليدية القرقنية تثمّن الحرف التقليدية ودورها في حفظ الذاكرة الجماعية للجزيرة    نشرة متابعة للوضع الجوي لهذه الليلة..#خبر_عاجل    نصيحة المحامي منير بن صالحة لكلّ تونسية تفكّر في الطلاق    الأحوال الجوية: وضع ولايات تونس الكبرى ونابل وزغوان وسوسة تحت اليقظة البرتقالية    وزارة التربية تنظّم يوما مفتوحا احتفاء بالخط العربي    موضة ألوان 2026 مناسبة لكل الفصول..اعرفي أبرز 5 تريندات    4 أعراض ما تتجاهلهمش! الي تتطلب استشارة طبية فورية    إنطلاق أشغال المسلك السياحي الحصن الجنوي بطبرقة    بداية من شهر جانفي 2026.. اعتماد منظومة E-FOPPRODEX    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    نابل: حجز وإتلاف 11طنا و133 كغ من المنتجات الغذائية    البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة    روسيا تبدأ أولى التجارب للقاح مضادّ للسّرطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بن جعفر: المعارضة احتجاجية ونوعا ما سلبية والسلفية ضحية التضخيم الإعلامي المفرط
نشر في باب نات يوم 15 - 11 - 2012


الشرق الأوسط
قال الدكتور مصطفى بن جعفر رئيس المجلس الوطني التأسيسي إن السائد اليوم في تونس أن الحكومة حكومة «النهضة» و«الأطراف المشاركة توصف بنوع من التبعية». وأوضح أن هذا ما يجعل «النهضة أو جزءا منها يتصرف وكأنه هو الطرف الأصلي في الحكم وهذا بالطبع يعود إلى اختلال التوازن في البرلمان».
وأضاف بن جعفر الذي كان يترأس حزب «التكتل» ويمثله في حكومة الترويكا التي تجمع بين حركة «النهضة» وحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» الذي كان يترأسه رئيس تونس الحالي المنصف المرزوقي، ل«الشرق الأوسط» أن «العائق الأساسي اليوم في تسيير الحكومة في تونس هو غياب ثقافة المشاركة لأننا لسنا متعودين على تقاسم المسؤوليات وخاصة التشاور قبل أخذ القرار». وأضاف أنه «بالطبع الشيء الثاني الذي يمكن أن يكون له نوع من الانعكاسات السلبية هو اختلال التوازن داخل هذا الثلاثي».
وحول النظام الذي ستعتمده تونس بعد المرحلة المؤقتة قال بن جعفر «تبينت معالمه الأصلية وهو نظام سياسي مزدوج، يكون لرئيس الحكومة سلطة التسيير لشؤون البلاد، يراقبه البرلمان ومن ناحية أخرى رئيس للجمهورية يكون منتخبا مباشرة من طرف الشعب ويكون له من الصلاحيات ما يسمح له بدور الحكم وبحل البرلمان، إذا ما رأى وأن البلاد دخلت في أزمة سياسية. فهو نظام مزدوج له رأسان في السلطة التنفيذية لكن لكل رأس صلاحيات ومجال للنفوذ».
وحول مخاوفه من الواقع التونسي الآن قال رئيس البرلمان «أخشى ما أخشاه هو أن تعرقل القضايا الاجتماعية التي هي نتاج تراكم لكثير من السنوات المسار الانتقالي الديمقراطي»، وأضاف «وهذا هو المشكل الحقيقي الذي يعني أنه لا بد من مواجهة هذه الطلبات بأكثر ما يمكن من تعبئة للإمكانيات الوطنية، كما نعول على الاستعانة بجميع أصدقاء تونس وأشقائها».
كما عبر بن جعفر عن أسفه من مواقف المعارضة في تونس التي كانت «في جل المناسبات معارضة احتجاجية ونوعا ما سلبية ولم تأت بأي مقترحات، كما أنها لم تأخذ بعين الاعتبار دقة وحساسية الوضع وخطورته».
«الشرق الأوسط» التقت رئيس البرلمان التونسي على هامش افتتاح المعهد العربي الأوروبي لحوار الثقافات في روما وكان معه حوار هذا نصه:
كيف تقيمون الوضع السياسي في تونس الآن بشكل عام؟
- بشكل عام ممكن أن نعتبر أن الوضع فيه وجهان، الوجه الخاص بالجزء الانتقالي في المسار السياسي، وبخصوصه يمكن أن نقول إن القطار على السكة على الرغم من التجاذبات والصعوبات، والعراقيل التي مرت بها تونس سواء في المرحلة الأولى الفاصلة ما بين 14 يناير (كانون الثاني) يعني يوم هروب الطاغية وتنظيم الانتخابات في 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2011، أو في المرحلة التي تلتها والتي ما زلنا نعيشها والتي قادتنا من الانتخابات إلى وضع المسودة الأولى للدستور، وباتفاق جل الملاحظين والمتابعين للوضع السياسي في تونس يمكن اعتبار أن نسق التحول الديمقراطي هو طيب وسليم على الرغم من أننا في تونس نشعر بنوع من البطء، لكن هذا الشعور مرتبط برغبة التونسيين في الإنجاز السريع والاستجابة السريعة للطلبات الكبيرة التي تراكمت خلال الفترة السابقة، أي فترة الاستبداد. هذا بالنسبة للمسار الانتقالي السياسي لكن فيما يخص المسار الآخر والذي له انعكاس مباشر على الوضع السياسي هو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ويجدر بالذكر أن ما قاد إلى الثورة بالأساس هو البطالة، والتفاوت الجهوي وغياب الحريات.
هل يؤثر الواقع وما يحدث في الشارع التونسي على عملكم في المجلس الوطني التأسيسي؟
- بالطبع فهو مرتبط مباشرة به، وكما تعلمون هناك نقل مباشر لكل المداولات في الجلسات العامة للمجلس الوطني التأسيسي، والنائب في المجلس عندما يأخذ الكلمة في أي موضوع هو كذلك يعيش وينقل محنة شعبه، والمنطقة أو الدائرة التي يمثلها، ومشكلات الجيران، والعائلة أو القبيلة. وهذا شيء طبيعي وهنالك ارتباط وثيق بين ما يجول في الساحة السياسية وما يعيشه المجتمع التونسي وطريقة عيشه. ويختلف الأمر من حالة لأخرى إذا كان الشخص يعيش حالة بطالة، أو إذا كان في حالة للعلاج، أو لديه أبناء وبنات، لا بد أن يسجلهم في المدارس وغير ذلك من مظاهر الحياة اليومية العادية التي لها انعكاس مباشر على الحياة السياسية. لكن أخشى ما أخشاه هو أن القضايا الاجتماعية التي هي نتاج تراكم لكثير من السنوات يمكن أن تعرقل اليوم المسار الانتقالي الديمقراطي، لأنها من أهم أسباب عدم الاستقرار أو اختلال الأمن في بعض الجهات وبعض الأوقات، وهذا هو المشكل الحقيقي الذي يعني أنه لا بد من مواجهة هذه الطلبات بأكثر ما يمكن من تعبئة للإمكانيات الوطنية، كما نعول على الاستعانة بجميع أصدقاء تونس وأشقائها.
يوحي الوضع سياسيا في تونس إذا نظرت إليه من الخارج، بأنه لو أن الناس تقبلوا نتائج الانتخابات التي كانت «شرعية» واعتبرت «ديمقراطية» حسب شهادات الخبراء والمتابعين، وتم التنسيق بين الترويكا من دون «الإزعاج المتعمد» حسب الملاحظين من أطراف في المعارضة، لكانت الأمور أفضل بكثير في تونس، فما مدا الإزعاج الذي تسببه لكم المعارضة بما تصفه عدة جهات في الحكومة ب«المشكلات المختلقة والتي تحركها أيدي من وراء الستار»؟
- أنا في ودي ألا نسقط في هذه الرؤية، وسيناريو المؤامرات، الوضع في تونس وكما تعلمون غداة الانتخابات، وأتحدث باسم حزب «التكتل»، وأذكر أننا وفي وقت من الأوقات طالبنا بحكومة مصلحة وطنية تجمع كل الأطراف وكنا نعتقد أن المرحلة تحتم ذلك، إضافة إلى دقة الوضع الانتقالي، ثم حجم التحديات وخاصة منها الاقتصادية والاجتماعية خاصة أن سنة 2011 كانت سنة صعبة بنقطتين سلبيتين في نسبة النمو، والتراجع الكبير الذي شهده الموسم السياحي، وكنا نعتبر أنه من أجل مواجهة هذه التحديات يجب أن تجمع الحكومة كل الأطراف والأطياف السياسية، وهذا ما كان بإمكانه أن يبعث برسالة تهدئة وطمأنة للشعب التونسي، وفي نفس الوقت تجنب البلاد كل التجاذبات السياسية التي أشرتم إليها.
لكن للأسف هنالك بعض الأطراف السياسية اعتبرت أنه لا بد من اتباع النموذج التقليدي، أي إن من نجح في الانتخابات يمسك بزمام الأمر في الحكومة ومن لم ينجح يتحول إلى معارضة. ونأسف أن هذه المعارضة، التي هي بالطبع مشروعة في كل الأنظمة الديمقراطية وليس هنالك أي نظام ديمقراطي من دون أغلبية وأقلية، ولكن ما نأسف له أن المعارضة في تونس في جل المناسبات هي أكثر منها معارضة احتجاجية ونوعا ما سلبية ولم تأتي بأي مقترحات، كما أنها لم تأخذ بعين الاعتبار دقة وحساسية الوضع وخطورته من حيث عدم الاستقرار وتدهور الوضع الأمني وهذا ما يؤسفنا بالفعل. لكن اليوم وعلى الرغم من كل ذلك المسار الانتقالي الديمقراطي والمسار السياسي على الطريق الصحيح ونحن نتقدم بشكل منتظم وسنصادق إن شاء الله على الدستور في شهر فبراير (شباط) المقبل.
هل المسودة جاهزة تماما الآن؟ فما حصلنا عليه من معلومات أفاد بأن التوطئة فقط هي الجاهزة والتي تم تحويلها للتصويت؟
- لا، المسودة جاهزة ونحن اليوم نناقش نقاشا عاما لمختلف محاورها.
لكنها لم توضع للتصويت بعد؟
- لا.. ستوضع للتصويت بعد أن يتم النقاش حول فصولها فصلا فصلا، وسينطلق هذا في شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، ولأن هذا الشهر عادة ما يخصص لمناقشة قانون المالية، نتوقع أن مناقشة الدستور ستأخذ منا شهر يناير كذلك وربما فبراير أيضا، وستتم إن شاء الله المصادقة في أواخر شهر فبراير، وإذا تحقق هذا فستقع الانتخابات أما في شهر يونيو (حزيران) قبل الصائفة أو في الخريف.
تعتبر تجربة الترويكا تجربة فريدة من نوعها وجديدة على تونس، كيف تقيمونها، وهل هناك تناغم بين الأطراف الثلاثة وتنسيق إيجابي؟
- التنسيق ضروري ووجوبي وما يسهل الأمور هو أن الأطراف الثلاثة المكونة لهذه الترويكا سبق أن تحاوروا خلال سنوات الجمر في إطار هيئة الحريات التي كانت تسمى «هيئة الحريات ل18 أكتوبر» والتي كانت تجمع تقريبا كل الأطياف السياسية أو جلها، من اليمين إلى اليسار. وهذا ما سهل الأمر لأن هذا العمل المشترك السابق خلق ثقة بين هذه الأطراف التي استفدنا منها بعد الانتخابات وسهلت تكوين الحكومة.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى وعلى مدى الممارسة بالطبع هناك صعوبات لأنها تجربة فريدة من نوعها كما ذكرتم ولأنها تجربة أولى، وهذا بالطبع ينجر عنه نوع من التردد وقلة الخبرة والتي تتطلب وقتا، والعائق الأساسي اليوم في تسيير الحكومة هو غياب ثقافة المشاركة لأننا لسنا متعودين على هذه الثقافة وعلى تقاسم المسؤوليات وخاصة التشاور قبل أخذ القرار. وبالطبع الشيء الثاني الذي يمكن أن يكون له نوع من الانعكاسات السلبية هو اختلال التوازن داخل هذا الثلاثي.
هل يمكنكم تقديم إيضاحات أكثر حول هذه النقطة بالخصوص؟
- التفسير هو حسابي، اليوم «النهضة» لها 89 مقعدا في المجلس الوطني التأسيسي، وفي المقابل التكتل دخل ب20 مقعدا، وحزب المؤتمر دخل بقرابة 29 وهذا التوازن مختل بين الأطراف السياسية إضافة إلى ما حدث خلال الأشهر الأخيرة من ارتباك داخل التشكيلات السياسية، وهذا يعطي مكانة خاصة لحركة النهضة ولربما يحدث شيئا من الغرور لدى بعض المسؤولين داخل «حركة النهضة» لكن نرى أن هذا يعالج.
هل يسبب هذا لكم ضغوطات في عملكم اليومي ويؤثر على العمل السياسي؟
- بالطبع هذا هو السائد اليوم في تونس، وهو أن في الحقيقة الحكومة حكومة نهضة والأطراف المشاركة توصف بنوع من التبعية.
يعني هل يعتبرونكم مكملين فقط ولا دور أساسيا لكم؟
- لا ليس هذا بالضبط، وإحقاقا للحق هناك تشاور بين الأطراف وربما ليست الأمور مثالية لكن شيئا فشيئا نحن نصلح أسلوب العمل ونسبة التشارك تتحسن بالتدريج يوما بعد يوم.
هل هذا يعني أنه في الفترة الماضية كانت كل القرارات تنفرد بها «النهضة»؟
- لا يمكن الجزم بذلك، ف«النهضة» أو جزء منها يتصرف وكأنه هو الطرف الأصلي في الحكم وهذا بالطبع يعود إلى اختلال التوازن الذي أشرت إليه.
المجلس التأسيسي بصيغته الحالية وبالنواب الذين رأينا منهم سلوكات طريفة وغريبة أحيانا، هل يمثل برلمانا جديا يمكن الاعتماد عليه في مرحلة حاسمة من تاريخ تونس؟
- في بعض الأحيان هناك تصرفات من بعض النواب تفاجئنا، لكن إحقاقا للحق يكفي أن نرى تجارب أخرى لنرى أنه وفي كثير من البرلمانات التي تعتبر عريقة نشاهد نفس الأشياء، وتعليقي في هذا الشأن أننا نخوض أول تجربة ديمقراطية تعددية ليس فيها أي طرف مهيمن، وخاصة أنه ليس للسلطة القدرة على فرض الانضباط، فنحن نعيش الآن في تونس حرية مطلقة قد تقود في بعض الأحيان والحالات إلى نوع من الانفلات، وهذا لا بد أن يؤخذ بعين الاعتبار، ثم لا ننسى وأننا ولعقود عشنا غياب الحوار بشكل تام في إطار قمع الحريات، بحيث أننا نتعلم اليوم الحوار والذي له قواعد والتي تأتي شيئا فشيئا حتى تصبح ممارسة وتقاليد، لكن في المجمل عندما نقيم بشكل موضوعي ما أنجزناه إلى حد الآن لا بد من الاعتراف بأننا أنجزنا الكثير، وأن في هذا المجلس الوطني التأسيسي هنالك طاقات وكفاءات عملت بجد لإنجاز ما أنجز ونحن منذ الجلسة الأولى التي انطلقت في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 أنجزنا القانون المنظم للسلط العمومية، ثم انتخبنا رئيس جمهورية، ثم أعطينا الثقة للحكومة، ثم صادقنا على قانون المالية، كما صادقنا على النظام الداخلي للمجلس الوطني التأسيسي ثم وضعنا لجانا اهتمت بالدستور ولجانا تشريعية، واليوم بين أيدينا مسودة دستور نناقشها، كما نعمل على وضع قانون للهيئة العليا للانتخابات، ونحن نتقدم في كل يوم بإنجاز جديد وربما لظروف تبدو صعبة وفيها شيء من البطء بالنسبة للمواطن العادي المتابع من بعيد، لكن بالنسبة للملاحظ المحايد هناك اعتراف من الجميع بأن مسار الانتقال السياسي طيب وأن النموذج التونسي نموذج ناجح ويدفع البعض إلى شيء من الانبهار.
كيف سيكون النظام مستقبلا في تونس بعد الانتخابات في تونس، وهل تم التوصل إلى اتفاق نهائي بهذا الشأن، هل سيكون برلمانيا، أم جمهوريا؟
- الشيء الذي تم الاتفاق عليه أولا هو أنه بالنسبة لنتائج الانتخابات المقبلة لو كنا في نظام بن علي لقلت لكم من سينجح ومن سيخفق لكن نحن الآن والحمد لله ستكون ديمقراطية وهذا من دون أدنى شك.
ما قصدته هو طبيعة الحكومة، هل اتفقتم على نظام معين؟
- بالنسبة للنظام السياسي هنالك جدل وبحث حول نظام متوازن ، وقد تبينت معالمه الأصلية وهو نظام سياسي مزدوج، يكون لرئيس الحكومة سلطة التسيير لشؤون البلاد، يراقبه البرلمان ومن ناحية أخرى رئيس للجمهورية يكون منتخبا مباشرة من طرف الشعب ويكون له من الصلاحيات ما يسمح له بدور الحكم وبحل البرلمان ، إذا ما رأى وأن البلاد دخلت في أزمة سياسية.
هل هو وكما يبدو ليس برلمانيا وليس جمهوريا؟
- نعم هو نظام مزدوج له رأسان في السلطة التنفيذية لكن لكل رأس صلاحيات ومجال للنفوذ.
هل سيكون التقاسم متكافئا، نصف نصف؟
- لا، لأن رئيس الحكومة هو الذي يسير الشؤون اليومية للبلاد ورئيس الجمهورية له مسؤولية، هو رئيس القوى المسلحة، والمسؤول عن السياسة الخارجية، إضافة إلى ما سبق وأن ذكرت أن له إمكانية حل البرلمان في ظروف استثنائية.
وفي الانتخابات المقبلة هل سيتم تصويت شعبي مباشرة على الرئيس، وتصويت منفصل عن البرلمان؟
- مبدئيا المقترح هو أن تقع في نفس اليوم انتخابات رئاسية وبرلمانية لكن لم نتفق بشكل نهائي حول هذه النقطة، وربما ستقع الانتخابات بشكل تدريجي، فقد ننطلق من انتخابات رئاسية ثم ننظم انتخابات برلمانية ويكون ذلك في دورتين منفصلتين.
وكل هذه المراحل ستتم بعد المصادقة على الدستور؟
- بعد المصادقة على الدستور، وتحديد هيكلية الهيئة العليا للانتخابات سنترك للهيئة تقديم مقترح بحسب ما تفرضه الأوضاع لأنها ستحدد لنفسها خطة عمل تفيد بأن بإمكانها تحديد الانتخابات في شهر يونيو أوفي الخريف أي سبتمبر (أيلول).
السلفية في تونس هل هي خطر حقيقي يتوسع في تونس بشكل مخيف، أم أن هناك تهويلا لصورتها وحجمها؟
- ما يراد طمسه هو أن السلفية في الحقيقة كانت موجودة منذ زمن، لكن كانت في إطار القمع المتبع من طرف النظام الاستبدادي لم تكن لها، ولم تكن موجودة على السطح، وباكتساب الحرية وما جاءت به الثورة وخاصة الحرية المطلقة طفحت على السطح.
ولعب التضخيم الإعلامي المفرط وتردد السلطة الأمنية في التطبيق الصارم للقانون في المرحلة الأولى دورا في تشجيع بعض العناصر على القيام بعدد من التجاوزات، والتضخيم الإعلامي جعل السلفية تأخذ حجما مختلفا تماما لحجمها الحقيقي وهذا ما يعطي صدى أكثر لا يطابق الواقع خاصة خارج تونس ويحدث انعكاسات سلبية على صورة تونس وحتى على الوضع الاقتصادي وعلى السياحة في تونس.
الآن.. هل تقول للمستثمر وللسائح أن تونس بلد آمن 100%؟
- بالطبع مثل كل الأنظمة الديمقراطية هناك أحداث لها حجم معين ويجب أخذها بكل موضوعية، والأوضاع تحت السيطرة لكن عندما يتم التركيز على بعض الأحداث وتقدم على أنها وضع عام في البلاد فهذا غير سليم ومجحف بالنسبة للوضع الذي يعتبر تحت السيطرة الكاملة ولا أدل على ذلك من نجاح الموسم السياحي الأخير الذي لم يسجل خلاله أي حوادث


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.