محمد يوسف (*) لا احد بإمكانه أن يعزل أداء المنتخب السياسي عن أداء المنتخب الكروي فهل يوجد فرق بين الجمهور الرياضي وجموع المناضلين المنتشرين في أرجاء البلاد. ربما نكون قد استبدلنا العنف بالملاعب بالعنف السياسي وحولنا نسور قرطاج إلى صقور تتصدى للحمائم وتراكم الفرص المهدورة . ولمّا نضع إقدامنا على الأرض أول مايتبادر إلى أذهاننا لا يتجاوز تحوير التشكيلة جزئيا هروبا من التنبير. وعندما يجد الجد لا احد ينازعك في ترضية عشرة ملايين ممرن ومثلهم خبراء في التكوير والتحوير والثورة... أما الكرات المرتدة والثورات المضادة فيتنصل منها الجميع ولكن المخالفات المدسوسة تكشفها الإعادة البطيئة كاميرات الزوايا المحروقة... باختصار وعلى غرار الباجي , أنا أدعو الشتالي إلى تحمل مسؤوليته التاريخية والانطلاق بمبادرة نداء الوطن . ولا اعتقد أن عتوقة يمانع في حراسة المرمى من جديد فنحن في أمس الحاجة إلى الخبرة خاصة وان علي الكعبي في منبر تحليلي طالب بقرارات ثورية عاجلة ... على غرار استدعاء شكري الواعر وعقد مصالحة بين الرياحي وشيبوب لتوحيد القوة والخبرة والدولار. عبد القادر بن حسن تماهى تماما مع خطاب المعارضة في تعليقه التحليلي حول فشل المنتخب :" كل شيء موش ماشي وعندما نؤكد فشلهم سيتهموننا بأننا نسعى للعرقلة ولدينا أهداف خسيسة...نحن سنقول الحقيقة ..." وعموما فان هذا التمشي سيقودنا إلى توحيد الصفوف في مواجهة النجوم الجدد فاقدي الخبرة والضمير... ولذا فان المشاورات ستتواصل مع الفرقاء إلى غاية تحقيق اتحاد تونس بمواصفات أوروبية من اجل مواجهة المتسترين ب"القرينتة "استعدادا لكأس العالم . لقد أصبح الحديث عن التحويرات يطال كل شيء هذه الأيام حتى ان بعض " ضمّار " الفايس بوك طالبوا بتحوير الشعب . ولعلهم لم يجانبوا الصواب ما دامت جموع الشعب التي ظلت صامتة طوال الزمن ( ولكم ان تقدروا العدد الفعلي للذين خرجوا ثائرين ما بين السابع والرابع عشر ) . أما النخب والنجوم والفنانين والإعلاميين والبيروقراطيين فقد صنعوا ( إلا من رحم ربي ) زعيم الأمة وبطل السابع من نوفمبر وصانع التغيير... وها هم اليوم يمارسون التكوير والتجنقيل بقاعدة " رابحين خاسرين ماكمش مروحين "... ومع ذلك فان ثورة شعب أراد الحياة حصلت . ولكن التكوير تفاقم وعمّ الجميع في شعب ممارساته البدنية للرياضة منعدمة تماما... لقد تسرع سامي الطرابلسي في اجراء تحويرات لم تؤت أكلها... وبالغ الجبالي في التريث والتباطئ فهل تحصل معجزة إرضاء عشرة ملايين ممرن وثورة .