بقلم / منجي باكير تشهد السّاحة الإعلامية هذه الأيّام زخما كبيرا بتناول موضوع الأضرحة والقبور و ظهر على الساحة كثير من الرّاكبين على الأحداث و المتمعّشين من القلاقل و مشعلي الفتن و دعاة التغريب و الذين يدينون بالفرنكوفونيّة ، كما حشر الإعلام في زاوية الحدث بعضا من الشيوخ ذوي الردود النّاريّة و أرادوها حربا ضروسا و اتّخذوها سببا في تهييج المشاعر و تأليب التونسيين و بثّ الفُرقة بينهم ،،، أطلّ علينا العلمانيون و اللاّ ئكيون و الذين يكنّون العداء الواضح و الخفيّ للدّين و للشريعة الإسلاميّة في بلاتوهات و من وراء مايكروفونات إعلام يصطاد شوراد الأشياء ليوظّفها لأجندات بعض المشبوهين ،،، ظهر علينا الإعلام و من وراءه هؤلاء المتفيقهون ليندّدوا و يشجبوا و ينظّروا و استعملوا في ذلك كلّ ما لديهم من اللّعب على الكلمات و الأحاسيس ، ظهر عليهم ( التديّن ) فجأة و ادّعوا الحميّة على الموروثات الإسلامية في خشوع و سكينة ! هؤلاء نفسهم هم الذين لم يحرّكوا ساكنا في الإعتداء على مقام الجلالة و انتهاك قدسيّة خالقهم و خالقنا و خالق أصحاب القبور ،،، هؤلاء هم ذاتهم من سمحوا لمن تعدّى من المجرمين على حبيبنا و رسولنا الكريم صلّى الله عليه و سلّم و أفتوا بالجواز لضرورة حريّة الكلمة ...و لم يجرّموا الإعتداء على وليّ الله و عبده و رسوله أفضل الخلق أجمعين ، الرسول الذي رفع الله ذكره في السموات العُلى و الأرض .. هؤلاء هم ذاتهم من أعدّ العُدّة و استعمل كل الأساليب المعلنة و الخفيّة و أقام الدنيا و لم يقعدها و استنصر بأسياده الغربيين ليُقصي الدين و يحاول منع تطبيق شرع الله و زيّف و شنّع كلّ صوت ينادي بتطبيق الشريعة الإسلاميّة . ممّا لاشكّ فيه أنّ الإسلام حفظ للإنسان كرامته و حرّم انتهاك حرمته حيّا و ميّتا و أنّ النّاس درجات عند ربّهم و لا نزكّي على الله أحدا و أنّه لا رهبنة و لا رهبانيّة في الإسلام و لا وساطة بين العبد و ربّه و باب الولاية هو مفتوح لكلّ المسلمين و لا أفضلية بينهم إلاّ بالتقوى و لا ندري لأيّنا يكون القبول عند الله ،،، و إنّه من الثابت قطعا أن الإعتداء على القبور من المنكرات ، و لكن أن يتّخذ هذا الأمر بعض الأشخاص المعروفين بعداءهم لدين الله مطيّة لتمرير أجنداتهم و للّعب على أوتار التديّن لتهييج مشاعر العامّة و جرّ العلماء و العارفين إلى الخصومات و تشتيت همّة المسلمين و صرفهم عن متقتضيات جوهر العقيدة وضرورة تفعيل الأحكام الشرعية بُغية التفرقة و إحداث الفتنة فهذا ما لا يجب أن يحدث لأنّ هذا كلام حقّ يُراد به أكثر من باطل ،،، و على العلماء أن يتفطّنوا للفخاخ التي ينصبها أعداء الأمّة و الدين و أن يأخذهم الرّفق بالعامّة وأن يسلكوا سبيل التدرّج في النّصح و الأمر بالمعروف و النّهي على المنكر و أن يهبّوا في ثبات و همّة لأن يزيحوا تجهيل عقود من الزّمن حكم فيها العهدان السّابقان بالحديد و النّار لطمس معالم الهويّة و الدّين و عملا على ترسيخ الجهل بمقتضيات الدين الحقيقيّة و كرّسا المفاهيم المغلوطة و السطحيّة و سخّرا الخطباءالموالين لهما و نصّبا أزلامهم على منابع الدّين و حضرا المراجع المتأصّلة و أمهات الكتب من الدّخول إلى البلاد و هذا هو ما أوصل لما عليه الحال ،،،