د.خالد الطراولي [رئيس حركة اللقاء] تحمل الحركة الإسلامية ولا شك هذه المرجعية الأخلاقية التي تنادي بخدمة الفقير والمسكين والمعذب في الأرض والضعيف والمظلوم، وهذا المنحى ليس بعدا قشريا أو ملحقا أو مسقطا، ولكنه جوهر عملها السياسي وبرنامجها العام وأولويتها المطلقة في الحكم والسلطة...مرجعيتها الإسلامية من مصادرها توجبها، وثوريتها تلزمها، وأخلاقها تفرضها ووطنيتها لا تترك لها الخيار. ولذلك لا يمكن للحركة الإسلامية أن لا تكون شعبية لأنها شعبية المنطلق، شعبية الفعل وشعبية المصير، فهي ملزمة تأصيلا ووطنية أن تعبر عن أشواق ومطالب شعوبها وخاصة الطوائف الضعيفة منها [سيروا على قدر ضعفائكم] وهذا البعد يجب أن يحظى أولا بأولوياته المطلقة في برنامج الحكم والإصلاح، وثانيا أن تتمثله الحركة الإسلامية في رموزها وقياداتها من زهد في الدنيا وعدم اللهث وراء غنائمها من تقاسم للحقائب ومحاصصات غير أخلاقية. لذلك لن يكون مقبولا ولن يستقيم حال أن يلمس الشعب لدى أفراد الحركة الإسلامية نزوغا نحو السلطة حبا في مكاسبها، فهذه رسائل خاطئة تلوث المشروع الإسلامي وتسقط عنه تميزه وإضافاته الأخلاقية والقيمية...فمن باب السلطة غير الأخلاقية يدخل الفساد، ومن باب الفساد يدخل الإفساد، ومن باب الإفساد يخرج المشروع الإسلامي من النوافذ مدفوعا بالأيدي والأرجل غير مأسوف عليه..حذاري !!!