بقلم الأستاذ بولبابة سالم بعيدا عن الغوغائية السياسية , بدأت أسهم سليم الرياحي السياسية في صعود لافت خلال الفترة الأخيرة رغما عن ماكينة الإعلام القديم الذي يصرّ على تسويق نفس الوجوه و كأنهم رجال لكل العهود , لقد بدا الرجل حريصا على الإبتعاد عن المهاترات السياسية و الصراعات الإيديولوجية التي صدّعت آذان التونسيين في مختلف المنابر الإعلامية و أدرك أن هموم التونسيين في التشغيل و الإستثمار و النهوض بالمناطق المُفقّرة و إنجازالمشاريع التي تغيّر الواقع و تسمو بتونس نحو البلدان الصاعدة . من مشروع " مكتريس " الضخم الذي يقدّر ب 650 مليون دينار و الذي سيوفّر أكثر من 10 آلاف موطن شغل و سيشكّل قطب التنمية في الشمال الغربي , هو مشروع أقرب للحلم الذي يراود سكّان المنطقة في انتظار زوال التعقيدات الإدارية و البيروقراطية المقيتة , و اليوم مشروع الكاف لمواد التنظيف بالشراكة مع رجل أعمال صربي و الذي يقدّر بأكثر من 50مليون دينار و قد اصطحب فيه والي الكاف إلى صربيا للإطلاع على مكوّناته , وأخيرا ما صرّح به حول تحويل ميناء جرجيس الذي قد يصبح قطبا عالميا للخدمات مثل دبي . لم ألتق هذا الرجل مطلقا لكني أحترم كل من يسعى لخدمة هذا الوطن الذي يحتاج لكل أبنائه المخلصين , هذا الملياردير الشاب يحسّ بنبض الشباب الذي سيملّ حتما خلال سنوات قليلة من الشعارات الكاذبة و الإنتهازية السياسية . يرأس سليم الرياحي فريقا عريقا يعتبر الأكثر شعبية و جماهيرية في تونس وهو النادي الإفريقي و استطاع في ظرف وجيز أن يعيد له الإعتبار و يجد الحلول لمشاكله المزمنة فهو فريق صعب و محيطه مليء بالمتربّصين من الذين اعتبروه تركة لهم , و نستحضر في هذا المقام ما قاله الوزير السابق المرحوم حسان بلخوجة لما ترأّس الترجي الرياضي عندما قال :" المشاكل التي عانيتها في الترجي أكثر من مشاكل وزارة الفلاحة " فالفرق الكبرى تستوجب شخصية قوية تمتلك مقوّمات القيادة وهو ما نجح فيه السيد سليم الرياحي الذي دافع ببسالة عن مصالح ناديه بل و كشف بالدليل عن ملفات الفساد التي تنخر الرياضة التونسية ووضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم. دخل الرجل مؤخّرا ميدان الإعلام من خلال شرائه لقناة " التونسية " التي تعتبر الأكثر مشاهدة رغم خطها التحريري المثير للجدل و انتصر الرياحي على القطريين الذي أرادوا شراءها , و ننتظر إضافة حقيقية للمشهد الإعلامي التونسي المريض بسبب وجود صحفيين غير مهنيين و يخدمون أجندات سياسية غير خافية على أحد . و كانت البداية بشراء حقوق بث مقابلة الأهلي المصري و النادي البنزرتي وهي رسالة منه للتونسيين و لأهل بنزرت بأنه في خدمة كل التونسيين و أن خلافات المسؤولين لا يجب أن تتحوّل إلى خلاف بين الجمعيتين العريقتين . لقد قفز برلسكوني إلى السلطة في إيطاليا بفضل الإعلام الذي يسيطر على جزء كبير منه و أيضا بترؤّسه لنادي آسي ميلان الشهير . كثير من الشباب معجبون بلغة الإقتصاد التي يتحدّث بها سليم الرياحي و إصراره على التحدّي . فهل يسير سليم الرياحي على خطى برلسكوني ؟