بقلم الأستاذ بولبابة سالم (*) لعلّ حكومتنا الموقّرة قد فرغت من جميع مشاكل البلاد لتفتح مشكلة جديدة , و بدا السيد الكاتب العام للحكومة قد أغلق جميع الملفات الحارقة التي تشغل التونسيين ليعالج آخر القضايا العالقة المتعلّقة بالجمعيات الرياضية . النادي الإفريقي مهدّد بالحلّ , نعم الخبر ليس إشاعة مغرضة و لم تصنعه المعارضة بل هو حقيقة للأسف الشديد. لم يحصل هذا منذ تأسيس هذا النادي العريق منذ 1920 و بعض الوثائق الفرنسية تتحدّث عن سنة 1916 وهو أوّل ناد يترأسه تونسي زمن الإستعمار وهو السيد البشير صفر و يحصل ذلك بعد الثورة . يبدو أن حكومتنا تتفنّن في صناعة الأزمات بعد أن استقرّت الأوضاع نسبيا بعد تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة السيد علي العريض , لم يكفها تجييش المعارضة للشارع لتضيف إليها جماهير النادي الإفريقي , و الأخطر أنّ نشطاء المعارضة مسيّسون أما جماهير الكرة فأغلبهم لا علاقة لهم بالسياسة فهم من عموم الشعب الكادح و البسيط و يخطئ من يعتقد أنّهم قد غضبوا لمحاولة إقصاء سليم الرياحي بصفته رئيس الإتحاد الوطني الحرّ بل لأنّه رئيس ناديهم . لن أدخل في جدال قانوني قد لا يستوعبه الناس و تولّى بعض المحامين شرحه و بيان تهافت قرار الكاتب العام للحكومة مثل الأستاذ طارق العلايمي و الأستاذ البشير بن ميّم إلاّ أنّني سأتناول الأمر من الناحية السياسية و أظنّ أن السيد علي العريض سيعالج المسألة بحكمة صحبة السيد وزير الرياضة الذي دعّم ملف النادي الإفريقي لدى الكاتب العام للحكومة لأنّ الموضوع طارئ عليه, فليس من الحكمة أن يخلق رئيس الحكومة لنفسه مشكلا مع جماهير الرياضة و مع ناد من أعرق النوادي التونسية و أكثرها شعبية وهو الذي لديه ملفات متراكمة من غلاء الأسعار إلى البطالة إلى ضبط الأمن فمقاومة التهميش و الفقر . تعاني الجمعيات الرياضية اليوم من صعوبات مالية كبيرة بعد الثورة بسبب نقص الدعم و الإشهار و الصعوبات التي تمرّ بها أغلب المؤسسات, و سلطة الإشراف لا تستطيع تلبية طلبات المساعدة أمام تراكم ملفّات التشغيل و تسوية الوضعيات بعد الثورة , و لولا وجود رجال أعمال ميسورين على رأس الجمعيات الكبرى لكانت المشكلة معقّدة فقد وفّر هؤلاء السيولة المالية الكافية لتسيير دواليب نواديهم لتكوين الشبان و المشاركة في البطولات وهذه النوادي يضمّ كلّ واحد منهم أكثر من 3 آلاف شاب , و انظروا إلى الصعوبات المالية التي يعاني منها النجم الساحلي اليوم. هل تستطيع الدولة اليوم توفير 30مليار التي دفعها سليم الرياحي للنادي الإفريقي وهو الذي وجد عجزا بأكثر من 3 مليارات عند تسلّمه لرئاسة الفريق. إن السيد وزير الرياضة يعي ما يفعل عندما يسّر تسلّم سليم الرياحي المشعل من السيد جمال العتروس في السنة الفارطة . أنا لا أدافع عن السيد سليم الرياحي فله من يدافع عنه لكني أدافع عن ضرورة تجاوز القوانين البالية التي وضعت لتقييد حريّة الأشخاص وعن ضرورة فتح الأبواب أمام كل من يساعد الجمعيات الرياضية على تجاوز هذا الظرف الصعب الذي تمرّ به رياضتنا فالمباريات تدور دون جمهور و بلا مداخيل للنوادي , والنادي الإفريقي أكبر من أي حزب سياسي. أما عن الصرامة في تطبيق هذا القانون بالذات فلا يبدو بريئا لأنّا نحتاج هذه الصرامة في مجالات أخرى. و عاش النادي الإفريقي أكبر من كل الأشخاص و الأحزاب .