بقلم الأستاذ بولبابة سالم يتعرّض رئيس النادي الإفريقي و رئيس حزب الإتحاد الوطني الحرّ إلى حملة تشويه غير مسبوقة في الفترة الأخيرة . طبعا , لا أحد يمكن أن يستنكر النقد سواء كان نقدا في تسييره لجمعية رياضية عريقة ذات شعبية كبيرة كالنادي الإفريقي أو على مستوى الأداء السياسي باعتباره رئيسا لحزب , فمن لا يعمل لا يُنقد و الجالس على الرّبوة لا تطاله الأقلام . لكن ما يتعرّض له السيد سليم الرياحي هذه الأيام ليس نقدا بل حملة مسعورة فيها الكثير من التشويه و الكراهية و الحقد و الحسد . من سخريات الأقدار أن أصبح بعض التونسيين حريصين على أموال الشعب الليبي أكثر من أشقاءنا الليبيين أنفسهم بعد أن اتّهموا الرجل بأنّ ثروته مصدرها عائلة القذافي وهو أمر بقدر ما يثير الضحك فهو يثير الشفقة على هؤلاء بسبب ما وصلوا إليه من سذاجة و ضحالة في التفكير , لا أحد يصدّق أنّ هؤلاء قلقون بسبب عدم استرجاع أموال الليبيين المنهوبة ولا نظنّ أنّهم قد شغلوا أنفسهم للحظات للبحث عن أموال تونس التي سرقها بن علي و زبانيته و التي تقدّر بآلاف المليارات , فهذه الأموال وحدها يمكن أن تفيد البلاد و العباد و توفّر السيولة المالية لتونس و يجعلها تستغني عن القرض المنتظر من صندوق النقد الدولي . إنّ أشقاءنا في ليبيا ليسوا في حاجة إلى مخبرين تونسيين للبحث عن أموالهم كما أن البريطانيين و الأمريكان ليسوا مغفّلين ليتحيّل عليهم سليم الرياحي وهم من يسيطر على سوق النفط و المعاملات المالية في العالم , للأسف الشديد , لدينا عقلية مريضة تسعى بكل الطرق لوضع العراقيل أمام كل مشروع ناجح , و عندما تختلط تلك العقلية بالحسد و الغيرة – و ما أكثرها في بلادنا – تصبح الوضعية مستعصية و غير قابلة للعلاج . لا أعرف سليم الرياحي و لم ألتق به مطلقا لكن عندما أتابع تونسيا يريد نفع بلده و انجاز المشاريع التي توفّر العمل لقوافل العاطلين مثل المشروع الضخم الذي يعتزم انجازه بالكاف بالشراكة مع رجل أعمال صربي و الذي يقدّر بخمسين مليارا و سيوفّر أكثر من ألف موطن شغل و الحرص على دعوة السيد والي الكاف لمرافقته إلى صربيا لمناقشة المشروع , إضافة إلى مشروع مكتريس الضخم الذي تمّ تعطيله بسبب البيرقراطية الإدارية المقيتة و الذي كان سيشكّل بداية نهوض لمنطقة الشمال الغربي فكيف لا نساند الأيادي التي تبني . لقد شبع التونسيون من الشعارات الرنّانة و ملّوا من المشاحنات الإيديولوجية التي لا تحلّ مشاكلهم و يريدون الشغل . لقد تولّى سليم الرياحي رئاسة النادي الإفريقي صاحب الشعبية الجارفة و الذي يقدّر أحبّاؤه بالملايين في أصعب فترة مرّ بها هذا النادي العريق بسبب المصاعب المالية التي كان يتخبّط فيها مما جعله أفقر الأندية الكبار و استطاع في ظرف وجيز أن يعيد الفريق إلى مداره الصحيح بعد أن ضخّ المليارات . ألم ينتفع شبّان تلك الجمعية – و هم بالمئات في كل الفروع – من ترؤّس الرجل لهذا الفريق ؟ هل كانت الدولة ووزارة الشباب و الرياضة قادرة على تمويل النادي في هذا الظرف الصعب ؟ ألم يكن السيد طارق ذياب أسعد الناس بتولّي سليم الرياحي لرئاسة النادي الإفريقي ؟ ما قام به الرياحي أسعد أحباء الإفريقي لكن البعض ممّن كانوا يتمعّشون من الفريق و يعتبروه ملكية خاصّة أزعجهم نجاح الرجل و التفاف أحبّاءه الأوفياء حوله باعتباره رجل المرحلة بامتياز . ما لا يعلمه هؤلاء أنّ المئات من رجال الأعمال الأتراك قد استثمروا في ليبيا و كسبوا ثروات طائلة , فهل سمع أحدكم بالصحافة التركية تقول لهم : تلك أموال الشعب الليبي. مسكينة تونس و ما بالطبع لا يتغيّر ؟ يرى الكثيرون أنّ سليم الرياحي قد فاجأ التونسيون بخطاب جديد , خطاب رجل السياسة الذي يتحدّث عن الإقتصاد , و رجل الرياضة الذي لا يعترف بغير الإنتصارات دون نسيان بداية دخوله للإستثمار في الميدان الإعلامي وهو خطاب مزعج لمن طبعت نفوسهم على الغيبة و الحسد و معاداة النجاح . قال تعالى : " و لا يغتب بعضكم بعضا , أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميّتا فكرهتموه ". صدق الله العظيم. مع الدعوات بالشفاء لمن تغافل عن عوراته و اهتمّ بعورات الآخرين فتلك مصيبة المصائب.