بقلم / منجي باكير غير بعيد ظهر توجّه من ساحة التأسيسي إلى استصدار وتبنّي ما يضمن لهذا المجلس التأسيسي و النّواب هيبة أمام ما تكتبه الصّحافة و ما تتناوله في ما يعنيه ، بقطع النّظر عن ملابسات الأمر و مضمونه و دوافعه يمكن لنا أنّ نصنّفه من باب حفظ الهيبة العامّة لمؤسّسات الدولة و إعطاءها من القدر ما يليق بها .. غير أنّ ما حصل للمواطن التونسي في متابعاته السّابقة لمداولات و جلسات المجلس كان إلى حدّ مّا مخيّبا للآمال نظرا لما شاهده و سمعه من النّواب الذين فوّضهم لتمثيله فجانبوا ما انتُخبوا له و انخرطوا في مزايدات و سفسطات و اهتمّوا بشأنهم الخاصّ مادّيا و معنويّا بل نفضوا أيديهم من ناخبيهم ليوالوا أحزابهم و إستقطاباتهم ، كما ظهر للعيان تدنّي العمل السياسي لدى الكثير من النوّاب فضلا عن تردّي العلاقات بين بعضهم و السقوط في كثيرمن الممارسات الخاطئة و المهازل..و ما ماطفح أخيرا من مهزلة ( الكرّاسة ) إلاّ دليل واضح على تردّي الواقع السياسي عندنا عموما و تردّيه أكثر في جنبات المجلس التأسييسي الذي من المفروض أن يمثّل القدوة في حسن التعامل الديمقراطي و جماليّة التعامل و بهاء التعاون الجماعي خصوصا أنّ كل مكوّنات هذا المجلس هي فرَضا في خدمة الشعب التونسي في كل الأحوال ، مشهد بائس تناقلته المواقع لنُخبة تتقن ( أصول العراك ) و التنابز و التقاذف أكثر من أيّ شيء آخر ، مشهد يجسّد حلقة كاريكاتوريّة مخجلة ( سيدي خبّالي كرّاستي ، و ينها كرّاستي ؟؟؟) يتبرّأ منها عاميّ التونسيين قبل خاصّه ! مشهد زاد في ترنّح دستور استهلك من مال و وقت الشعب الكثير بلا حسيب و لا رقيب – و مازال الحبلْ ع الجرّارة -. و في غمرة هذا الإحباط ينزلق نجم التأسيسي و علمه النائب إبراهيم القصّاص ليضيف – عقدة دراميّة – أخرى و لتتفتّح قريحته باقتراح فصل جديد ( مادام الدستور أصبح كلّ واحد يزيد و ينقّص فيه بلاعلم و لا دراية ) هذا الفصل يقضي بإعطاء –طريحة مشلّحة ملّحة – لكلّ نائب مع نهاية كل شهر و لم يبيّن سيادته معنى الإحالة و لا كيفيّة التنفيذ !! آآآه يا شعبي ،،، دخلنا عصر الإنفتاح و بقينا فُرجة للسوّاح ، هل وصل بنا الحال إلى هذا المقام ؟ وهل طردنا الدكتاتوريّة لنستقلّ قاطرة الديمقراطيّة فنؤّسّس لمنظومة حوكمة نصنعها بأنفسناتنسينا و يلات الماضي ، فيغيب العقل و يتوارى أهل العلم و الدّراية لندخل في هكذا مهازل و مهاترات غير مسؤولة قد يُضحك ظاهرها حينًا لكنّها تصيب بإحباط مزمن و تزيدنا همّا على أكوام همومنا ؟؟؟ .