بقلم / منجي باكير لم يمض إلاّ اليسير من الوقت على خطاب رئيس الحكومة الذي لم يكن في المستوى الذي يتطلّبه الموقف و لا يستجيب لطموحات العمق الشعبي ،،، حتّى دوّى الرصاص في جبل الشعانبي بعد أن أقنعتنا الحكومة سابقا بغلق هذا الملفّ و كالعادة بلا نتائج و لا تفاصيل ،،،فجأة و بالتوازي مع الحراك الإنقلابي الفوضوي ينفجر الشعانبي ثانية ليفقدنا عددا من جنودنا البواسل و حماة هذا الوطن العزيز .حادث أليم يزيد في تكريس الإحباط و الألم في حياة أبناء تونس و يثير أكثر من تساؤل و يستبعد كثيرا مواعيد الصّدفة ! و يجعل الحكومة في تسلّل واضح في تقديرها للوضع الرّاهن الذي تمرّ به البلاد ، بل يضعها موضع شكّ و ريبة لتخاذلها الجليّ في الأخذ على أيدي العابثين بالأمن العام و تجاوز سلطة القانون ... Photo Archives فبالرجوع إلى المضمون العامّ لهذا الخطاب نراه جاء فقط كنوع من تسجيل الحضور و درء بعض الإتهامات في صيغة تحمل كثيرا من التسامح و التجاوز و التغاضي السّمج الذي يسهل تفسيره على أنّه ضعف فادح في أداء دواليب الدّولة إزاء مجموعات و أشخاص استباحوا إرادة الشعب و تجرّؤوا على رمزيات دولته و عبّروا تكرار ا بكل صفاقة و بجاحة عن دعواتهم الصريحة و العلنيّة للعصيان المدني و الذّهاب إلى تعدّي الشرعيّة و إسقاطها – و هل بعد الكفر ذنب ؟- و جيشوا ما استقطبوه من النّاس و بثّوا الفتن و القلاقل في وسائل الإعلام العموميّة و الخاصّة و نصبوا – المنادبْ- في السّاحات التي عمروها بمن جرّوه من أصحاب النفوس المريضة و الطّامعة ،،، كلّ هذا جرى و يجري و لا نرى للحكومة الشرعيّة التي فوّضها الشعب و انتدبها لرعاية مصالحه و إقامة القانون و الحفاظ على السّلم الإجتماعي ، لم نر لهذه الحكومة مواقف صريحة و تفسيرات شفّافة و لم نلمس منها حزْما صريحا للوقوف بقوّة الشرعيّة و القانون أمام العبث بمصالح هذا الشعب و هذه البلاد ، بل تركت لهم الحبل على الغارب في مزايدات و مشاحنات ليزيدوا في تأجيج الوضع و خلق فرص للإنفلات و السير نحو المجهول . الشّعب الذي لا تهمّه الأحزاب و لا الإيديولوجيات و لا الأشخاص لم يعد له الصبر أن يرى بلاده تصير مسرحا لتصفية الحسابات و زرع بؤر التوتّر و الفُرقة ، و لا يسعده أن يعايش هذا الزّخم العدمي من نُخبٍ تنصّب أنفسها أوصياء على الإرادة الشعبيّة و تسعى لاختطاف ثورته و الإلتفاف على مكاسبها و تشتغل جاهدة لتنفيذ أجندات هدّامة مموّلة بمال سياسي مشبوه و ذات أهداف مضادّة لروح الثورة . على الحكومة أن تتحمّل مسؤليتها التاريخيّة و أن تبادر بمسك زمام السلطة بلا ارتعاش و لا خوف و لا تخاذل مستندة إلى شرعيتها الشعبيّة ،، و إلاّ فإنّ الشعب حتما سيقول لها يوما : فاتكم القطار !!