تابعنا بكل انشغال آخر تطورات الساحة السياسية، و بعد التمحيص و التشاور، نعلن نحن حركة سواعد عن موقفنا في بيان للرأي العام. في هذا البيان نحن نثمن و نبارك بحذر و نذكر و نطالب و نشكر و ندعو ونستنكر و نرفض؛ نثمن الخطوات و التعيينات التي قام بها السيد الرئيس المنصف المرزوقي داخل المؤسسة العسكرية، و نعبر عن ارتياحنا الشديد لهذه التعيينات و توقيتها و قطعها لكل السبل لتحويل الجيش الوطني لسلاح سياسي، و ندعوه إلى المواصلة على هذا النحو، خاصة في القضاء العسكري. نبارك بحذر إنشاء منظمة شغلية جديدة، و نهنِّئ النقابيين الذين رفضوا أن يكونوا أداة ابتزاز سياسوي، و نشجع كما ورد في بياننا رقم واحد على الانسلاخ عن الإتحاد مادام منسلخا عن مصلحة الوطن و المواطن، و نراقب بحذر و أمل تطورات هذه المنظمة الناشئة عسى أن تكون ملجأ كل نقابي يريد خدمة الوطن و العمال، لا أن يكون زائدة دودية لدى بورجوازية ليلى و وسيلة. نذكر راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، أنه إن قرر أن يسامح في حقه و حق أنصاره، فهو حر فقد كوفئ بالسلطة، لكن لا حق له في أن يسامح في حق شعب ذُلَّ و آضطُهِد و عُذِّب و قُمِع ثم كوفئ بحكم النهضة المرتعشة، ليس له أن يهب ما لا يملك إلى من لا يستحق. نذكر راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، أن حركة سواعد هي ضد كل أنواع الانقلابات على الشرعية، وترى أنه تجاوز سلطته و أنه بهذه التصريحات و بمحاولته إملاء حساباته السياسية على مجلس منتخب، لا يختلف عن الانقلابيين، و نذكره أن المجلس منتخب من الشعب أما هو فمنتخب فقط من أنصاره، فله أن يملي على أنصاره إن قبلوا، و لكن لا مكان للإملاء على الشعب و ممثليه، و صفقاته مع جلاد الشعب تلزمه وحده و من يرى أن الخيانة وجهة نظر و حنكة سياسية من أنصاره، و أن حركة سواعد ستتصدى بكل شراسة لمحاولته الانقلاب على المجلس بمثل تصديها لكل المحاولات الانقلابية الداعية لتمرير وجهات نظر حزبية على الإرادة الشعبية. نذكر راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، أن عصر الإملاءات الخارجية قد انتهى، و أن حزبه أؤتمن على بلد ذو سيادة، فإن لم يكن قادرا على حماية السيادة الوطنية، فمصارحة الشعب و التنحي بشرف و حتى المنافي والسجون، أشرف ألف مرة من الرضوخ لهذه الإملاءات، وإن كانت قوى خارجية تتحكم في مصائرنا، فما فائدة وجودكم؟ ، فليحكموا مباشرة. أما عن تهويلكم للوضع و تخويفكم من الوضع المصري، فنحن نرفضه و نذكركم أنكم على عكس إخوان مصر لم تقوموا بأي خطوة قد تغضب الكيان الصهيوني ، فالجيش في تونس محايد و الشعب أقل عنفا، فلا مجال لتكرار ما حدث بمصر في تونس، خاصة بعد المجازر التي ارتكبت و دفع القوى الدولية نحو التهدئة، لذا كفا تبريرا و تخويفا، فإن صدق أنصاركم هذه الإدعاءات، فحركة سواعد تراها أراجيف سياسوية لا أساس لها من الصحة خاصة أنكم بعتم الثورة و عرضتم على الباجي الرئاسة منذ الانتخابات أي قبل الانقلاب المصري و أثبتم طول فترة حكمكم أنكم متشبثون بالماضي و الحاضر أكثر من المستقبل. نطالب إذا راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، بسحب تصريحاته حول التدخل في شؤون المجلس و قراراته وحول المصالحة مع جلاد الشعب. نشكر السيدين عبد الرؤوف العيادي و عماد الدايمي على مواقفهم من الصفقة السياسية القذرة التي تطبخ ونهيب بهم محاولة تقريب وجهات النظر و بحث سبل الالتقاء و التعاون و التوحد بينهم و بين الحركات و المبادرات التي تلتقي معهم في المبادئ و في التمسك بها. نقرع مصطفى بن جعفر و النواب المنسحبين، و ندعوهم لمراجعة الذات، بعد الخزي الذي لحقهم بتسلم أموال من عرق الشعب دون أن يقدموا أي خدمة، و ندعو النيابة العمومية للتحقيق الجدي في تسلم النواب المنسحبين أموالا من الخارج لتعطيل عمل المجلس. ندعو حمة الهمامي و نجيب الشابي للعودة إلى رشدهم و مصارحة الشعب و الاعتذار له عن تعاملهم وتطبيعهم مع جلاد الشعب، و ندعوهم أن يتعظوا مما وقع لهم أوائل ألتسعينات، حيث اختاروا صف الدولة العميقة فلم تكافئهم إلا بالاستغلال لبناء دولة القمع ثم التخلص منهم، و أن مكانهم - إن عقلوا و تعقلوا و تحلّوا بالشجاعة- في الميادين و الساحات، لا في غرف العهر السياسي و المراودة السياسية. نستنكر تصنيف علي العريض لتنظيم أنصار الشريعة كتنظيم إرهابي لتورطه حسب زعمه في إغتيالات، دون أن يقدم بعد أي متهم بهذه الإغتيالات أمام القضاء، و نذكره أن الأحكام يصدرها القضاء بعد محاكمة عادلة تتوفر فيها كل شروط الدفاع، لا بقرار سياسي و ندوة صحفية يحاول خلالها وزير أن يشتري ود الولاياتالمتحدة بعد غضبها عليه و على حزبه إثر تقصيره وفشله في تأمين السفارة، و نذكره أن التعميم ، ومحاكمة تنظيم بجرم شخص، و تسبيق الأحكام السياسية المملاة من الخارج على الأحكام القضائية، هو بالضبط ما قام به عبد الله القلال في ندوة صحفية مماثلة و إتهم فيها حزبه بالإرهاب و ندعوه أن يتعض من مصيره و أن لا يتدخل في القضاء و أن يقدم ما له من أدلة للقضاء و ليس للصحافيين و نحذره من التضحية بتونسي واحد لأجل أن تبقيه الولاياتالمتحدة يوما إضافيا في الحكم. كما نلفت نظره أن الجدير بهذا التصنيف حقا هم من أرهبوا التونسيين حقيقة و عاثوا فيهم فسادا و تخويفا و تقتيلا و تعذيبا ، هؤلاء من يتفاوض معهم حزبه ، هؤلاء من تحدوا القانون حقيقة و دعوا الى العنف و الفوضى و الانقلاب و لكنه لم يقدر حتى على توجيه اللوم لهم. نرفض كل تدخل عسكري أجنبي في سوريا، و نحمل بشار الأسد نتيجة الوصول إلى هذه الحالة، فقمعه وتعذيبه لشعبه، ثم تقتيله عندما طلب الحرية و الكرامة، و تشبثه بالسلطة رغما عن شعبه و دمائه، هو من فتح المجال للتدخلات العسكرية في سوريا، ونرى أن انسحاب بشار هو الحل الأوحد و الأسلم للحفاظ على وحدة الأراضي السورية. سواعد