بعد أن توصلت بلدية صفاقس إلى حل إشكالية المصب البلدي المغلق الكائن بطريق قابس والاتفاق مع العائلة التي ادعت ملكيتها للمصب بإبرام اتفاق كراء سنوي وما رافق ذلك من صعوبات لوجستيكية واجهتها المصالح البلدية بسبب اضطرار شاحناتها إلى التنقل إلى مدينة عقارب لتفريغ الفضلات بالمصب المراقب بالقنّة، واجهت بلدية صفاقس مجددا خلال الفترة الفارطة نفس هذا الإشكال بتعمد نفس أطراف النزاع إلى إعادة غلق هذا المصب البلدي. وقد قامت البلدية بمحاول إقناع الأطراف المعنية بضرورة التعاون مع البلدية والوصول إلى حل توافقي للحد من الأزمة البيئية بالمدينة وبعد استوفاء كل الوسائل الصلحية اضطرت البلدية في مرحلة أولى إلى استصدار حكم استعجالي بات يقضي بإلزام العائلة المعنية بهذا الموضوع بإزالة كل الحواجز التي تعيق استغلال المصب البلدي وتم تنفيذ هذا الحكم بالقوة العامة إلا أنّ هذه العائلة قامت في مرة ثانية بإشغال المصب البلدي من جديد وغلقه مرة أخرى مما اضطر البلدية إلى استصدار حكم ثان يقضي بتمكينها من كامل العقار المقام عليه المصب وتم اتخاذ الإجراءات القانونية في الغرض في انتظار التنفيذ بالقوة العامة. وقد تسبب ذلك في خلق صعوبات عديدة في عملية رفع الفضلات المنزلية نظرا للتأثير السلبي لتعطيل مرفق عمومي -مصب الفضلات- حيوي مساهم بدرجة كبيرة في الدورة الأساسية لتجميع الفضلات المنزلية بمدينة صفاقس. ورغم الحملات المتواترة للنظافة والعناية بالبيئة التي نظمتها بلدية صفاقس خلال الفترة الفارطة لتلافي ما يمكن تلافيه على مستوى تحسين الوضع البيئي بالمدينة إلا أن إشكال النظافة يبقى مطروحا على مستوى تراكم عديد الفضلات بالأحياء السكنية لوجود مصبات عشوائية للفضلات من جهة وللنقائص العديدة التي يعرفها العمل البلدي على مستوى عدد الأعوان والإمكانيات اللوجيستيكية المحدودة من جهة أخرى فضلا عن تقلّص عدد دوريات جمع الفضلات من المنطقة البلدية لاضطرار الشاحنات إلى التنقل إلى معتمدية عقارب وما يرافق ذلك من خسارة للوقت وللإمكانيات. لهذا فإن بلدية صفاقس ووعيا منها بالأزمة البيئية التي تمر بها المدينة تسعى إلى تلافي هذا الإشكال من خلال التركيز الكلي على تدعيم جهود النظافة بالأساس لتدارك الوضعية السيئة التي كانت قد عاشتها منطقة بلدية صفاقس بسبب تراكم الفضلات وانتشار البعوض بعد نزول كميات هامة من الأمطار بالمنطقة البلدية كما تحرص على تجديد دعوتها لكافة مكونات المجتمع المدني لمساندة جهودها لتحسين الوضع البيئي بالمدينة.
