أبو مازن توقّفْ يا هذا عن الكلام، ولا تدّعي النظافة فلا تلام، وأنت الذي جالست الفحّام، فنلت من سواد الرّكام. ها انت تشير اليوم للثورة بالإبهام، فتنعت صانعيها وحاميها بالأقزام، وهي التي سمحت لك بالتعبير والكلام، و شفتك من الخوف و الاكتئاب و الانفصام، ثم رفعت قامتك فسرت حرّا على الاقدام، وكنت من قبل تابعا للسيد "الهمام". قد يعلم الجميع نظافة يدك من نهب المال العام، ولكنك شهدت احداثا مؤلمة فوقفت مدافعا عن النظام، وآثرت الصمت و العزوف عن الكلام. قد تكون لك مبررات تعجز عن توصيفها الاقلام، أو أسرار لا يمكن بوحها في العلن فتخشى الانتقام، و لكن الاعتذار للشعب عن دنس مضى و ولى في سالف الايام، امر يسير لو أتيته لكنت من الكرام. هذا شعب بسيط طيب لا يكتم الغيض و لا يحب الانتقام، و عادة ما يكتفي بإطلاق اللسان في معسول الكلام. لقد سلك ذاك الطريق صاحب صبّاط الظلام، فأتنا في أبهى حلة في يوم من الايام، و كان كالكافل السخي النزيه للأيتام، آيات قرآنية وأحاديث و رجاحة عقل واقدام، و لك ان تراه اليوم ما فعل بمن حبس من الازلام، مستشارون و قيادات تدفع الى الامام، و عودة مرتقبة لفكر قبر منذ عشرة الاعوام. مرحبا بك في تونس السياسة على الدوام، و لتتحد قوى التجمّع المنحل فنستفيق من الاحلام، ولكن صناعة الثورة اضحت معلومة عند العوامّ، فقد ظلمتم القوم سنين وعقودا يا حماة "النظام"، فأطلقتم لسان أخرسهم من شدة الابكام، و أبصر العميان في دجى الظلام. كيف لذلك التنظيم ان يعود لتلك الاحكام، و قد شتّت البلد بين غني يُطاع و فقير يُداس بالأقدام، و ورع يعذب حتى الموت و سكير يقاسمونه كأس المدام. توقفْ يا وزيرنا السابق عن الكلام، فتونس للجميع لو كنت بالأمس مقدام، فنصحته بحقيقة الامر ودفعته للسلام، فأرضنا تسع اليمين والوسط و اليسار دون زحام، ملاحدة وعلمانيون و اسلاميون يجتنبون الحرام.