بقلم / منجي باكير صفاقس بخلاف مركزها المتميّز صناعيّا في البلاد و كثافتها السكّانية العالية فإنّها تكوّن دوما مركز ثقل كبير و كبير جدّا في تحوّلا ت مفاصل الحراك السياسي قديما و حديثا ، و لقد خبر بورقيبة هذه الميزة و استغلّها فكانت له خير معين لتوطيد مكانته و تفوّقه على خصومه السياسيين ، وكان نفس الدّور لصفاقس أيضا في دفع ركاب الثورة و دقّ المسمار الأخير في نعش النظام المقبور .... و لهذا فإنّ صفاقس دوما تمثّل حجر الزّاوية في أنشطة السّياسيين فيتّخذون منها بوّابة لتمرير سياساتهم و يجعلون منها صخرة للصّعود انتخابيّا ... في هذا المضمار تناقلت الأنباء عن اعتزام الباجي قايد السّبسي المجيء إلى مدينة صفاقس هذا الأحد 20أفريل 2014،، لكن لماذا هذا المجيء و ماذا بقي للسّبسي عموما أن يقوله أو يفعله و ماذا سينفع المدينة المهمّشة و المنسيّة ، المدينة التي لا يحتاجها السياسيّون إلاّ لإملاء برامجهم الإنتخابية أو توزيع باقات ( الشكر) مقابل كرم أهلها و حسن ضيافتهم ؟؟ و هل كُتب لصفاقس أن تكون ( القنطرة ) لأطماع و جشع السياسيين المتلاحقة و أكاذيبهم و وعودهم الواهية ؟؟؟ طبعا لن يخرق الباجي – المعهود – و لن يرفع عن صفاقس مظلوميّة عقود من الزّمن ، و لن يخرج من دوائر نزل ضيافته ليعاين و يعايش ضنك العيش في المدينة و لن يقف على حقيقة رداءة البنى التحتيّة و لاما يعانيه مَن غمرت المياه منازلهم و طرقاتهم ، ،، الباجي كذلك لن يعبّر عن ( صدمته) كما زملاءه من أحكام المهزلة التي أصدرت في حقّ رفقاء دربه ممّن علقت بهم دماء الثورة ..! الباجي قايد السّبسي الذي لم يعد له في السياسة ما يقدّم ،، و لن يزيد صفاقس شيئا مذكورا ، الباجي الذي لم يبق له إلاّ بعض الضّمار المستهلك و بقايا ل( لوك بورقيبي ) يلوكه كطاحونة الشيء المعتاد ،، لن يأتيَ لصفاقس بما لم يأت به الأوّلون ،، و ما على صفاقس إلاّ أن تعلن -الإنكفاء الذّاتي- و تعوّل على مقدّ راتها الذّاتيّة و على سواعد و عقول أبناءها كما كانت دائما ،، كما أنّه عليها أن تغلق الباب في وجه السياسيين عموما و في وجه الباجي و حزبه الذي سيحلّ هذه الأيام في المدينة فقط لخدمة أجندته و للترويج لشعارات إنتخابية فارغة بُغية استقطاب أصوات لن يدرك حجمها و لن يحلم بها أبدا في أيّ مكان آخر ...