وأخيرا نطق المنقذ يوميّا تبشرنا جريدة معروفة بما يُعِد ّلنا الباجي قايد السبسي وتبشرنا انّ يوم الخلاص قرُب و كأنّنا غرقى نترقّب أن يمدّ الوزيرالسابق يده الكريمة لينقذنا و ينقذ تونس من الغرق...لهم الحريّة في ذلك و لنا الحريّة أيضا أن نتفاعل مع ما يعدّونه لنا... أذكّر المغرومين بالسبسي و الذين يريدون تسويق رجل انتهت صلوحيّته العمريّة و السياسيّة، منذ زمان، انّ ثورة وقعت في البلاد و انّ الشعب ملّ وكره ورفض ومجّ الزعماء والأبطال، لبسوا عمامة أو برطلّة... اذكّرهم انّ السبسي هذا لم ننس ماضيه عندما بدأ مديرا للأمن سنة 1963 و لا عندما كان وزير داخليّة عند بورقيبة و ما اقتُرف تحت مسؤوليته في حق أحرار تونس من محاكمات جائرة و اعتداء على كرامة الموقوفين من تعذيب و لن نتحدث على مشاركته في تزوير الانتخابات و لا عندما كان عضو اللجنة المركزيّة لحزب المخلوع التجمّع المقبور و ختمها في تعامله المعادي لشباب الثورة و عنجهيته و استكباره أخيرا مع من يخالفه الرأي و مع رجال الإعلام و السياسة...الرجل يسوّق نفسه على انّه بورقيبيّ و يسوّقه من يقف وراءه انّه حامل مفاتيح المستقبل...نقرّ لهم إنّ بورقيبة كان فعلا زعيما وطنيّا و كان فعلا رجل إصلاح و كان فعلا حداثيّا و كان فعلا رجل دولة...لكن ما لم يكن عليه بورقيبة ،لا فكرا ولا ممارسة، رجل ديمقراطيّة و يشفع له جرمه هذا نظافة اليد و صفاء النيّة...لكن الذين يردون حكمنا بعد ثورة الكرامة بفكر بورقيبي و بأسلوب بورقيبي و اللذان يقومان على اعتبارنا قصّرا ، هم يحلمون....نذكّرهم انّ عدد المحاكمات السياسيّة في عهد بورقيبة ، اي ثلاثين سنة، فاق عددُها عددَ المحاكمات التي تمّت تحت الاستعمار الفرنسي ، أي 75 سنة ، و انّ الحريات كانت اكبر تحت حكم فرنسا من حكم بورقيبة وانّ المحكمات السياسيّة كانت اعدل تحت فرنسا من حكم بورقيبة وانّ المعارضين ماتوا تحت التعذيب في سجون بورقيبة و لم يموتوا هكذا في سجون الاستعمار...هذا ليس تبييضا لوجه الاستعمار الذي يبقى بشعا و هو جريمة في حق الإنسانية لكن فقط لنذكّر من يريدون العودة بنا للوراء انّنا لم نفقد الذاكرة و انّ الدكتاتور الذي أسقطته الثورة هو الابن الشرعي للفكر و المنطق السياسي للبورقيبيّة..لذاك نقول للسبسيّين انّكم تخوضون معركة انتم خاسرون فيها قبل أن تبدأ.. عميرة عليّه الصغيّر-مؤرّخ جامعي