محمد القرماسي من يتأمل نوعية المؤسسات الإعلامية التي منحتها الهيئة العليا للإتّصال السمعي البصري " الهايكا " الترخيص القانوني يلاحظ دون عناء أنها دخلت لعبة الحسابات السياسية . إذاعات و قنوات تلفزية قريبة من حزب نداء تونس و أخرى قريبة من حركة النهضة , و لأنّ طبيعة تكوين " الهايكا " نفسها قد خضعت لمنطق المحاصصة الحزبية منذ تشكيلها فقد أصبح أعضاء هيئتها خاضعين لمن نصّبهم أكثر من ضرورات المهنة و مقتضياتها . من " المتوسط " و ت ن ن " إلى " التاسعة " و " تلفزة تي في " , لن يحتار المتابع في الفهم و التمحيص , و آخرها قناة جديدة " التاسعة " التي لا نعرف حتى مصادر تمويلها . اللافت للإنتباه هو عدم منح " الهايكا " الترخيص القانوني لقناة التونسية التي لها أكبر نسبة مشاهدة حسب سبر الآراء , و يتذكّر الجميع العقوبة القاسية التي سلطتها على هذه القناة بسبب برنامج " عندي ما نقلك " و التي حددتها ب 200 ألف دينار . و الأغرب أنّ بعض الإذاعات الخاصة القريبة من النداء تروج أنّ الهايكا قد وضعت عقلة تحفظية على معاملاتها المالية في حين أن الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري ليس لها سلطة تنفيذية و أنكرت بنفسها هذا الأمر مما يفيد بأنّ هناك استهداف معنوي ممنهج لقناة التونسية و مالكها سليم الرياحي من أطراف لا يسعدها خطها التحريري . و قد اعتبر البعض أنّ عدم الترخيص القانوني لقناة التونسية و إذاعات أخرى لا يساعد هذه المؤسسات في مزيد استقطاب الصحفيين و إنتاج برامج جديدة . أهلا بالحياد و الموضوعية و المهنية من "هايكا " دخلت لعبة الحسابات الحزبية .