نورالدين الخميري إعلامي ألمانيا انعقد بمدينة بون الألمانيّة مساء يوم الجمعة 10 أكتوبر 2014 حفل تأبين الفقيدتين أحلام وأنس الدّلهومي اللّتين قتلتا فجر السبت 23 أوت 2014 برصاص دوريّة أمنيّة في طريق العريش شرق مدينة القصرين ، وقد حضر اللّقاء كلّ من السيّد عمدة بون السيّد يورغن نيميتشر والسيّد القنصل العام بمدينة بون السيّد هشام المرزوقي والسيّد رفيق الغاق ممثلا عن مرصد الحقوق والحريّات إلى جانب عدد من ممثلي الأحزاب السيّاسيّة الألمانيّة كالخضر، واليسار، والحزب الإجتماعي الديمقراطي وممثل عن نقابة فردي وبعض فعاليات المجتمع الألماني وأصدقاء العائلة هذا وقد غطّت عدد من وسائل الإعلام الألمانيّة هذه الفعاليّة من ذلك قناة WDR وDW وعدد من الصحف من بينها Anzeiger General و Express في حين غابت التلفزة الوطنيّة عن هذا الموعد بالرّغم من أنّ الدّعوة قد وجهت إلى مراسلها السيّد شكري الشّابي المقيم حاليّا بمدينة برلين الألمانيّة والذي تقدّم بدوره بطلب إلى مسؤولي القناة بتونس لتغطية هذا الحدث ، غير أنّ الردّ كان بالسّلب الأمر الذي يدعوا إلى البحث في خلفيات هذا القرار وهو ما لا يخرج عن احتمالين اثنين : الأمر الأوّل أنّ القناة مازالت تخضع إلى تعليمات بعض الأجهزة داخل الدّولة وهو ما يذكرنا بسياسة العهد البائد الأمر الثاني أنّ القناة تحركها جيوب الردّة وبقايا النظام البائد التي لها مصلحة في طمس الحقيقة ولكن مهما كانت التفسيرات أوالدّوافع لهذا الغياب فإنّ ما قامت به التلفزة التونسيّة يعدّ خطأ مهني فادح يندرج ضمن مسار معاد لقيم الحريّة والعدالة ينظاف إلى تاريخها السيّئ في علاقتها بقضايا المواطن ومصالح المجتمع والحال أنّ جزءا من تمويلات القناة يتأتّى من دخل المواطن الذي يدفعه ضمن فاتورة الكهرباء لقد أكّد الإعلام الألماني من خلال تغطيته لهذه الفعاليّة انحيازه الكامل لقضايا الحق والعدل والحريّة في حين برهنت القناة الوطنيّة مرّة أخرى بكلّ ما تملك من أدوات ماليّة ولوجستيّة وفكريّة على مصالحها الضيّقة وموقعها المعادي لإرادة الشعوب فلا غرابة إذا في منبر إعلامي تهجّم بالأمس على الأحرار من المسحوقين والمقهورين ونعتهم بالشرذمة والمفسدين وقدّم لنا صورة مغشوشة للدكتاتور وإنجازاته العظيمة وناشده للترشّح لسنة 2014 أن ينقلب في كلّ مرّة على خيارات الشّعب الحرّة لأنّ أدواته التي يملكها هيّ الكذب والنفاق والإنتهازيّة .