بقلم / منجي باكير خلال الحملة الرئاسيّة أكثر المترشّحين نزلوا من أبراجهم العاجيّة ، حوّسوا في الأسواق ، كلاوا الكسكروتات ،،،عملوا تصاور بروباجندا بخلفيّات – مِتعبة أصلا - و في أماكن أزمن تهميشها ،،،و الأحلى و الأنكى أنّهم تكلّموا بكلام الفقراء و لبسوا ما يشابه لباسهم ( مع فارق في ماركة الإصدار ) ،،، مترشّحون خرجوا من بين أكداس ثرواتهم و من خلف أبواب مكاتبهم ( المشمّعة و المحروسة و العالية ) ليعنْونوا حملاتهم بعنوان باهت لكنّه - ملطّخ - برومانسيّة الفقراء و مغلّف بآمال أحلامهم ... صار كل فرد منهم يردّد - طبعا بصوت مسموع و مدفوع ((أنا محامي الفقراء)) ...! يا سادة ، يا مادة ، يا أصحاب الفخامة و السّيادة ،،، نحن فقراء نعم ،، نحن نكابد العناء و المشقّة ( وراثة ) ، لكنّنا لسنا بمغفّلين ،، نحن – جرّارة قطّعت برشا حبال – نحن نعلم علم اليقين أنّ من وُلد منكم في فراش من حرير و – ملعقة ذهب في فيه – لا يمكن له أبدا أن يحسّ أحاسيسنا و لا أن يحلم أحلامنا .. و بالتالي فإنّه لن يترجم ( صحّ ) واقعنا أبدا و لن يجد فرصة تبعده عن – الكرسيّ المنتظر – ليشتغل بعدها على همومنا .. و لهذا فإنّ ما تروّجون له اضطرارا و تلوكونه تكرارا لن يخدعنا و لن يستدرّ أصواتنا لصالحكم ،، نحن سنصوّت ، لكن سنصوّت لمن نرى فيه أنفسنا ، سنصوّت لمن خالطنا حتّى صار يشبهنا و يشبه جِدّنا و هزلنا ، يشبه من لم يستسغه - المنبتّون – عن عمقنا و المتنطّعون عن إيقاعات حياتنا و الجاحدون لجلدتنا ...