بقلم: شكري بن عيسى (*) يبدو ان بسمة الخلفاوي رفيقة درب الزعيم اليساري شكري بلعيد قبل التحاقه بالرفيق الاعلى بعد اغتياله اسَرَّت طويلا كلمة الناطق الرسمي للجبهة الشعبية حمة الهمامي في تأبين منسق عام الوطد في كلمته الشهيرة "نم يا شكري نم.." تلك الكلمة التي اثارت كثيرا من الاستهجان داخل الجبهة ذاتها زيادة على السخرية التي طالت الفقيد من خصومه الذين رأوا في الكلمة دفنا لحمة لاحد ابرز منافسيه داخل التنظيم اليساري الناشىء وفي الساحة اليسارية.. سنتان كاملتان وبسمة الخلفاوي على ما يبدو مغتاظة كاظمة لغيضها من كلمة الناطق الرسمي دون ان تجد القدرة والفصاحة للرد.. الرد الذي جاء صاعقا هذا اليوم.. لما تطلب مباشرة من شكري ان "لا يستمع لمن قال له نم" بعد ان نادته "قم".. في لطمة مباشرة لحمة الهمامي الذي لم يجد من كلمات للرد سوى القول بان "من لا يعرف دلالة نم يا شكري نم فهو جاهل بالتاريخ".. " قم وأنظر ما يحدث اليوم لا تنم يا رفيقي لا تنم، قم لتونس ولكل البلاد العربية ولنا جميعا .. لن أتوجه الى احد اليوم لأنك أنت منصفي وقائدي ورفيقي..قم فتونس تنتظر حلا منك وقيادة مثلك".. هكذا توجهت بسمة الخلفاوي في صرخة لزوجها السابق ورفيقها.. كانت اساسا موجهة ضد من خاطبه بكلمات "النوم".. التي قبرت رمزيته بجفاء ونكران.. الصرخة كانت شخصية ولكنها كانت ايضا سياسية وانسانية.. فيها ادانة سياسية لمن اخفق وفشل فشلا ذريعا في تأبين الفقيد واعلاء شأنه.. لقد حط من شأنه واعتباره.. وكان لا بد من "التوبيخ" الذي تأخر كثيرا من بسمة.. ولكنه كان اليوم صاعقا.. ولكن لا ندري بالضبط لِمَ لَمْ ينطلق اللسان سوى اليوم.. ماذا حدث بالضبط.. وما هي الحيثيات التي سهلت انطلاقه.. وتحرره..!؟ الامر وصل الى حد تخوين من نطق بكلمة "نم يا شكري".. لا ندري هل هو تخوين فعلي ام رمزي.. وفي كلتا الحالتين فالامر خطير والابعاد والدلالات بالغة الاهمية والزوجة الجريحة اعلنتها بصرخة عالية: "من يقول لك نم لا يحب تونس ولا يحبك".. "قم من اجل شباب الوطد".. "من اجل اليسار الذي سيبنى".. هل ان في الأمر قضية تجاذب في الاستثمار بين الشخصين.. هل ان في الامر تجاذب بين الحزبين "الوطد" و"البوكت" خاصة وان شعارات الاحتفالية بالذكرى الثانية ظغى عليها شعار "الوطد".. وخطاب ام بنات شكري موجه اساسا ل"شباب واشبال الوطد".. هل ان الزعامتية كان لها المدى العميق في التصرف.. وردة الفعل الحادة..!؟ بسمة الخلفاوي تفتح النار على حمة الهمامي بسمة اصبحت تتحدث عن "تيار يساري".. وتتحدث عن تصور في طور التاسيس ربما قد تكون هي من سيقوده.. ويبدو انها اصبحت ترى ان حمة اصبح يمثل العائق في هذا الاتجاه.. وربما صارت ترى في نفسها الاحقية والشرعية وحتى القدرة على الابتكار والتجديد وتحقيق الاختراق في الساحة السياسية من تيار يساري قد يكون له وزن ثقيل.. ويحقق نجاحات كما حدث في اليونان.. من قائد شاب لم يتجاوز الاربعين..