أوردت وكالة أناضول التركية على لسان مصدر في الهيئة العليا لحزب "النور" (المنبثق عن الدعوة السلفية) أمس الأحد 17 فيفري 2013، أنّ بسام الزرقا، القيادي في الحزب، استقال من منصبه كمستشار للشؤون السياسية للرئيس المصري محمد مرسي. وأوضحت الوكالة أن "الزرقا تقدم باستقالته إلى رئاسة الجمهورية قبل أيام، احتجاجا على أسلوبها في إدارة الدولة، وتمسّك باستقالته أكثر بسبب أسلوب الرئاسة غير اللائق في إقالة خالد علم الدين مستشار رئيس الجمهورية لشؤون البيئة أمس الأحد والعضو في حزب النور". وأشار مصدر الوكالة إلى أن "كلا من علم الدين والزرقا سيعقدان مؤتمرا صحفيا غدا الاثنين يعلنان فيه أنهما تقدم باستقالتهما قبل أسبوع، اعتراضا على كون استشارتها التي يتقدمان بها لرئيس الجمهورية مجرد حبر على ورق". من جهته، رفض الزرقا التعليق على حديث المصدر عن استقالته، مشددا في تصريح لوكالة أنباء "الأناضول" أنه "سيكشف غدا عن مفاجآت مذهلة"، فيما رفض مصدر في الرئاسة "تأكيد أو نفي" استقالة الزرقا. وكان المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي قد صرح مساء أمس الأحد أن "إقالة علم الدين جاءت بعد اطلاع الرئيس على تقارير رقابية أفادت بمحاولة المستشار استغلال منصبه لمنافع شخصية". ولعلم الدين العديد من التصريحات المنتقدة للرئاسة وجماعة الإخوان، منها ما أدلى به قبل 4 أيام عندما تحدث عن من "تخوفه على الثورة المصرية". وقال إن "هناك اختلافًا وتنازعًا وقلقًا لدى الكثير من المصريين على مصير بلادهم بسبب الحالة الاقتصادية المتردية، وكذلك آمال المصريين التي تبخرت والعدالة الاجتماعية التي غابت وفشل الحكومة في حل مشاكلهم والقضاء على الفساد". وتابع أن ذلك يأتي بالإضافة إلى "تعثر الرئاسة في تحقيق توافق وطني بين أبناء الشعب بجميع اتجاهاته لبناء نهضة الوطن وإرساء دولة مؤسسات حقيقية لا دولة أسرار خفية واجتماعات سرية وقرارات مضطربة". واتخذ حزب النور، خلال الفترة الأخيرة بعض المواقف المخالفة لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بعد فترة من التناغم والتقارب بين الحزبين في البرلمان وفي عملية صياغة الدستور الجديد ودعم مؤسسة الرئاسة أمام تحركات جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة. وطالب الحزب في مبادرة له الشهر الماضي للخروج من أزمة عنف المظاهرات المصرية الأخير، بتشكيل حكومة ائتلاف وطني تشارك فيها القوى السياسية المختلفة، واستقالة النائب العام المعين من قبل الرئيس، وهو ما اقترب به من مربع جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة. وسبق ذلك تصريحات متلفزة لنادر بكار، المتحدث الرسمي للحزب، انتقد فيها جماعة الإخوان المسلمين بالسعي لما أسماه "أخونة الدولة"، معتبرًا أن "حركة التغول والانتشار والتمدد للجماعة داخل مفاصل الدولة أمر غير مقبول"، كما رفض أن يتحدث أعضاء جماعة الإخوان باسم الرئيس، وحمَّل مؤسسة الرئاسة مع المعارضة مسؤولية أحداث العنف في الشارع.