عثرت القوات الفرنسيّة في شمال مالي على أطنان من الأسلحة التي قام بتخزينها المسلّحون الذين كانوا يعتزمون استخدام شمال البلاد كقاعدة لشن هجمات دولية، حسبما أعلن وزير الدفاع الفرنسي. ونقلت وكالة "رويترز" عن وزير الدفاع "جان ايف لو دريان" الذي كان يتحدث أمس الجمعة 8 مارس، في ختام زيارة استمرت يومين لمالي "إنّ المتمردين الإسلاميين الذين قدم كثيرون منهم إلى مالي من الخارج كانوا مسلّحين بشكل جيد وتطلعوا إلى تحويل الدولة الفقيرة القاحلة إلى "ملاذ للإرهابيين". وقال "لو دريان" للصحفيين في باماكو عاصمة مالي "ما صدمني حقا حجم الترسانات التي عثرنا عليها في الشمال وفي منطقة جاو. من المؤكد أنه كانت هناك رغبة لتحويلها إلى قاعدة للتحركات الدولية". وقتل جنود فرنسيون نحو 15 متشددا هذا الأسبوع وأسروا مواطنا فرنسيا يحارب مع الإسلاميين بعد أن عثروا على جماعة جهادية في وادي اميتيتاي النائية. وأصيب نحو 30 جنديا اصيبوا في الاشتباكات. وقال لو دريان لراديو "اوروبا 1" في وقت سابق الجمعة إن القوات الفرنسية عثرت على أسلحة "بالأطنان" وأن المخبأ الذي عثر عليه في وادي اميتيتاي به أسلحة ثقيلة ومواد لتصنيع عبوات ناسفة بدائية الصنع وأحزمة ناسفة. وأضاف أن المواطن الفرنسي الذي كان بين من أسروا خلال القتال للسلطات الفرنسية قريبا. قائلا إنه مازال على القوات الفرنسية أن تطهر شمال شرق مالي وتؤمن جاو قبل أن تبدأ الانسحاب التدريجي وتسلم العمليات للقوات الافريقية. وتابع "حققنا 70 في المئة هناك لكن يجب أن نحقق 100 في المئة المهمة التي كلفنا بها رئيس الجمهورية هي النجاح فيتحرير أراضي مالي كلها ومن ثم سيكون هناك المزيد من القتال". وقالت تشاد إن جنودها قتلوا قائدين كبيرين بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في مالي هما عبد الحميد أبو زيد ومختار بلمختار الأسبوع الماضي. الحملة العسكرية وخليفة فرنسا في المنطقة بدأت فرنسا في 11 جانفي عملية برية وجوية لإنهاء سيطرة الاسلاميين على ثلثي شمال مالي وتقول إن المتشددين يشكلون تهديدا للأمن أوروبا وغرب أفريقيا. وبالرغم من الهجوم السريع الذي استعاد إلى الآن معظم الأراضي التي سيطر عليها المتشددون قبل حوالي عام واجهت القوات التشاديّة والقوات الفرنسية المتحالفة معها مقاومة من متشددين متحصنين في جبال قريبة من الحدود الجزائرية. ومن المفترض أن تحل محل الوجود العسكري الفرنسي في مالي قوّة أفريقيّة قوامها ثمانية آلاف جندي لكنها تعاني انتكاسات في الإمدادات والتمويل وينتشر الجزء الأكبر منها في جنوب البلاد. وتسعى فرنسا إلى منح هذه القوات تفويضا من الأممالمتحدة كقوة لحفظ السلام الأمر الذي يضمن لعملياتها ميزانية لكن لا يزال أمام قرار يصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أسابيع إن لم يكن شهورا، حسب تصريحات فرنسوا هولاند.