في مثل هذا اليوم من سنة 2005 فقدت الساحة المعلوماتية المدون زهير اليحياوي بعد عام ونصف من الاعتقال والتعذيب في عهد المخلوع ليكون أول ضحية لشرطة المعلوماتية في عهد بن علي، وزهير اليحياوي هو ناشط ومدون تونسي عرف بلقب "التونسي" مولود في 8 ديسمبر 1967 متحصل على شهادة ماجستير في الاقتصاد. وفي سنة 2001 أطلق اليحياوي، وكان عمره حينها 33 عاما ، مجلة الكترونية بعنوان "tuniezine" في إشارة إلى الإسم الأول للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وكان الموقع قد لاقى نجاحا كبيرا وفوريا في تونس كما في الخارج. وتميز الناشط والمدون زهير اليحياوي في هذا الموقع بنبرته الجريئة وبالموهبة، أثارت كتابات فريق زهير يحياوي المدوَّنة باللغة العربية العامّية والتي تنطبع بفكاهة ساخرة، غضب السلطة التونسية في ذلك الوقت، ففيها نجد الأحداث الآنية والخيال السياسي والهجاء والتأمل العميق. وعندما نظّم الرئيس بن علي استفتاء للحصول على مباركة شعبه طمعاً منه بولاية رابعة، اقترح موقعTUNeZINE استفتاءه الخاص: "هل تونس جمهورية أم مملكة أم حديقة حيوانات أم سجن؟". فيما كانت الشرطة السياسية التابعة لقصر قرطاج تحاول تحديد أماكن وجود المشرفين المعارضين على الموقع. وأوقِف اليحياوي بعد تعقّبه لأشهر عدّة، وتعرّض للتعذيب، وخضع للمحاكمة، وحُكِم عليه بالسجن عامَين بتهمة "نشر أنباء كاذبة هدفها الإيحاء بحدوث اعتداء" و"سرقة وسائل اتّصال واستعمالها بصورة احتيالية"، وفي الزنزانة التي قبع فيها المعارض الشاب، بدأ إضراباً عن الطعام للمطالبة بالحصول على العناية، وقد استغرق وقتاً قبل أن ينجح في إثارة انتباه المجتمع الدولي، فتحرّكت منظمات غير حكومية مثل "مراسلون بلا حدود" ومنحته جائزة "الحرية عبر الفضاء السبراني"، بعد ثمانية عشر شهراً من الاعتقال وثلاثة إضرابات عن الطعام، خرج زهير يحياوي من السجن، لكنه لم يعد الرجل نفسه. وفي 13 مارس 2005، توفّي زهير اليحياوي في تونس إثر تعرّضه إلى نوبة قلبية."