كانت "بناء نيوز" من أول وسائل الإعلام التونسية التي اهتمت بموضوع اللاعب الفلسطيني الأسير محمود السرسك، فبعد ثلاث سنوات بين سجون المحتل قرر اللاعب قلب الطاولة على الكيان المحتل وانتفض على الظلم والسجن بلا تهمة كآلاف غيره خلف القضبان في سجون الكيان الصهيوني الغاشم. وبعد إضراب عن الطعام لست وتسعين يوما كاملة رضخ الكيان الصهيوني وأطلق سراح السرسك الذي يمثل نموذجا في الصبر والدفاع عن القضية بل وأوصل صوت القضية إلى كل ملاعب العالم، وكان يوم الاثنين موعدا لوصوله إلى قطاع غزة في موكب الأبطال والحدث أن اللاعب قريب من النادي الإفريقي الذي عبر رئيسه سليم الرياحي عن رغبته في ضمه مستقبلا، "بناء نيوز" اتصلت باللاعب وكان له معنا الحوار التالي:
*بعد فترة طويلة في سجون المحتل محمود السرسك حرّ في بلده وبين أهله؟
الحمد الله بعد جهد وصبر نلت ما أصبو إليه وأصبحت حرا، لم أطلب شيئا غير أن أكون حرا فلا تهمة علي وكل محاولة لإخضاعنا ستكون دوما دافعا لمواصلة دفاعنا عن حقنا في أرضنا وإعادة ما لنا فالظلم زائل وفلسطين لن تكون إلا للفلسطينيين والكيان الصهيوني سيكون عليه يوم كما كانت له أيام على حسابنا، عدت إلى أرضي بين عائلتي وأشكر كل من ساندني بأي طريقة استطاع.. لم أتمالك نفسي عن البكاء لما استقبلت في القطاع يوم الاثنين فالجميع كان منتصرا وحرا بحريتي، ما نلته اعتراف بأن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن أرضهم مهما كانت الأثمان.
*كيف استطعت الصمود لفترة تجاوزت الثلاثة أشهر؟
تم اعتقالي بتهمة ما يسمى ب"المحارب غير الشرعي" وتوجه لمن لا سبب وجيه لسجنه وبعد انتظار رد من سلطات المحتل لطلب ترك سبيلي لم نجد إجابة فبدأت إضراب عن الطعام بداية شهر فيفري 2012 أي بعد أكثر من سنتين وراء القضبان وتواصل إلى نهاية شهر جوان الماضي، وساءت حالتي الصحية كثيرا ولم أتلق لا العلاج أو لا الرعاية الصحية ووضعت في السجن الانفرادي لأشهر، وبعد ضغط "الفيفا" والاتحاد الأوروبي لكرة القدم تم الاتفاق على إطلاق سراحي يوم 10 جويلية وهو ما تم فعلا، في الحقيقة قاربت على الموت في مناسبات عديدة لكن الإيمان بأن المظلوم سينال حقه كانت دافعا كي أصمد وأواصل إضرابي والحمد لله لم أستسلم ونلت مرادي.
*تونس تفاعلت مع خروجك كثيرا ماذا تقول في هذا الشأن؟
أشكر كل التونسيين والتفاعل بشكل إيجابي مع القضايا العربية وخاصة الفلسطينية ليس بجديد عليكم، أنتم شعب تواق للحرية يرفض الظلم ولا تنتهي لديه الطموحات بأن يكون رائدا في مجالات كثيرة، اتصل بي أشخاص كثيرون من تونس مهنئين ومباركين خروجي من السجن، وأشكر الجميع وخاصة السيد سليم الرياحي الذي تعاطف معي بطريقة جيدة وأصر أن يكون علاجي ومتابعتي الصحية بإشراف شخصي منه وتم ذلك عبر محامي والذي رحب بالفكرة وأكد أن الرياحي تابعني منذ فترة وهو واحد من تونسيين كثيرين اهتموا لأمري.
كم يلزمك لتستعيد عافيتك وتعود للميادين؟
بعد الإضراب الأخير يمكن أن تكون الفترة بين شهر ونصف أو شهرين فحالتي البدنية جيدة وعلى التدرب لاستعادة مؤهلاتي الفنية، بالنسبة للموهبة لا تضيع ما دام الطموح موجودا وإن شاء الله بعد شهر أكتوبر سأعود للعب كرة القدم.
*أين سيكون محمود السرسك عندما ينهي العلاج؟
سأكون في تونس بكل فخر وتحديدا في فريق النادي الإفريقي حيث عرض علي رئيس النادي اللعب في فريقه، وهي فرصة جيدة لإظهار معاناتنا داخل السجون وهي الرسالة التي اخترت إيصالها عبر كرة القدم، فاللعب متعة لكن أن تكون ورائه أهداف شعب يبغي الحرية أرفع بكثير، الإفريقي فريق كبير ونحن نعرف النجم والصفاقسي والترجي وشرف لي أن أمثل بلدي في تونس.
*كلمة النهاية قبل أن نراك قريبا بيننا؟
أجدد شكري لكل من انتبه إلي شخصيا وإلى القضية الفلسطينية عامة، انتصاري وحريتي بعد عناء هو نصر لكل الفلسطينيين وأنا أشكر التونسيين الذين يواصلون دعمهم لنا في كل الأحوال ومنذ عقود وإن شاء الله سأكون بينكم في القريب العاجل.