أدّت معارك بين مسلحين وقوّات عراقيّة إلى مقتل أكثر من 30 شخصا يوم أمس الأربعاء 24 أفريل، بعد مداهمة ساحة احتجاج للسنة في اليوم السابق أسفرت عن اندلاع أقوى اشتباكات منذ رحيل القوات الأمريكيّة. ويهدّد اليوم الثاني من القتال بتعميق الانقسامات الطائفية في العراق حيث مازالت العلاقات بين الشيعة والسنة بالغة التوتر بعد سنوات من المذابح الطائفية التي كادت تدفع البلاد إلى حرب أهلية. وهذه الاشتباكات بين المسلحين والقوات العراقية هي الأكثر دموية منذ أن بدأ آلاف السنة احتجاجات في ديسمبر الفارط للمطالبة بانهاء ما يعتبرونه تهميشا للسنة من جانب حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي. واقتحمت قوات عراقية أوّل أمس الثلاثاء ساحة يحتج فيها آلاف السنة وقتل أكثر من 50 شخصا في اشتباكات أعقبت ذلك وامتدت خارج بلدة الحويجة القريبة من كركوك على بعد 170 كيلومترا شمالي بغداد إلى مناطق أخرى. واستمرت اشتباكات متقطعة يوم أمس الأربعاء وحذّر زعماء عشائر من أن الاحتجاجات قد تتحول إلى عصيان مفتوح ضد حكومة بغداد حتى مع دعوة معتدلين من السنة ودبلوماسيين أجانب إلى ضبط النفس. وسيطر مسلحون لفترة وجيزة على مركز للشرطة وقاعدة للجيش وأحرقوا مسجدا شيعيا صغيرا في بلدة "سليمان بك" التي تبعد 160 كيلومترا شمالي بغداد قبل أن تطرد طائرات هليكوبتر تابعة للجيش المسلحين من البلدة. وقال مسؤولون إنّ 18 شخصا على الأقل قتلوا من بينهم عشرة مسلحين وخمسة جنود. وأدى كمين لقافلة للجيش قرب تكريت استخدمت فيها القنابل والقذائف الصاروخية إلى مقتل ثلاثة جنود آخرين، وقتل ثلاثة آخرون في هجوم بمحافظة ديالى. وفي وقت لاحق يوم الأربعاء اندلعت اشتباكات في مدينة الموصل الشمالية حيث شن مسلحون هجوما بعد استخدام مكبر صوت في مسجد لدعوة السنة إلى الانضمام الى القتال. وقال مسؤولون إن ثلاثة من الشرطة على الأقل وأربعة جنود قتلوا في الهجوم.