قال عضو مجلس شورى حركة النهضة العجمي الوريمي في تصريح لوكالة "بناء نيوز"، إنّه أعلن عن انطلاق الحملة الوطنيّة لتعليق الإضرابات حتّى نهاية 2013، وأنّ هذه المبادرة لا تكلّف الاتّحاد العام التّونسي للشّغل شيئا بل تعزّز دوره في المساهمة في التّسريع في إنهاء ما تبقّى من المرحلة الانتقاليّة. وأشار الوريمي إلى أنّ هذه المبادرة ستسعى إلى بثّ مناخ من التّعامل الإيجابي والوصول إلى مرحلة الانتخابات في أفضل الظّروف لإنجاح عمليّة الانتقال الدّيمقراطي على أحسن وجه. موضحا أن مبادرة تعليق الإضرابات أو ما يسمّى بالهدنة الاجتماعيّة تأتي في وقت النّجاح والمضيّ قدما في الحوار الوطني الّذي حقّق أغلب الأهداف الّتي رسمها ومنها التّوافق بشأن النظام السّياسي المعتمد وتحديد صلاحيّات السّلط وخاصّة السّلطة التّنفيذيّة من خلال تحديد صلاحيات كلّ من رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة. وذكر عضو مجلس الشّورى حركة النّهضة أن "أغلب التّونسيّين يشتكون ويتذمّرون من كثرة الإضرابات وأنّه قد تلقّى العديد من التشكّيات خلال وجوده في الأماكن العامّة من موجة الإضرابات التي اتّخذ بعضها طابعا سياسيّا". تعميق الفجوة وأكّد محدثنا أنّ كثرة الاضرابات وعشوائيّة بعضها تساهم في تعميق الفجوة بين الأطراف الاجتماعيّة والسياسيّة وتأثّر سلبا في عجلة الانتاج في وقت نشهد فيه تعاف لعديد القطاعات وانطلاقة جديدة للاقتصاد وتخطّي البلاد لمرحلة خطيرة كانت تسير بها نحو الهاوية. من جهة أخرى، قال الوريمي إنّ التّونسيون اليوم أمام تحدّ كبير للنّهوض بالبلاد نحو الأفضل بحسب الأولويّات ووقف الاضرابات يساهم مباشرة إلى دفع المسار التّنموي والأمني لتونس والّذي يمثّل المطلب الأساسي لكافّة فئات الشّعب. دور اتّحاد الشّغل وقال العجمي الوريمي إنّه كان يتمنّى لو أنّ هذه المبادرة كانت صادرة من الاتّحاد العام التّونسي للشّغل "لأنّ هذه المنظّمة قد حقّقت الكثير ممّا طالبت به وأهمّه العقد الاجتماعي وقد آن الأوان كي يلعب دوره المباشر في المساهمة الانتقال الدّيمقراطي والابتعاد عن كلّ ما هو تصعيد نظرا إلى كون الاتّحاد في قلب العمليّة الدّيمقراطيّة". وتابع "هناك العديد من النّقابات الّتي أعلنت انسلاخها على الاتّحاد احتجاجا على سياسته وهذا أمر غير مقبول لأنّه وجب تقوية الاتّحاد بدل إضعافه لكي يلعب دوره الوطني في الإصلاح ولكي يكون ملتزما بالأهداف الوطنيّة وأهداف المرحلة لأنّ قيادته شرعيّة ومنتخبة ووجب عليها تنفيذ ما انتخبت من أجله". الغاية ليست سياسيّة وشدّد العجمي الوريمي أنّ الغاية من وراء إطلاق هذه المبادرة لم ولن تكون ذو غايات سياسيّة وإنّما هي بالأساس مبادرة أخلاقيّة لإخراج المواطن التّونسي من منطق الحسابات الضّيّقة ومنطق الصّراع وغرس عقليّة عدم وجود خاسر ومنتصر في كافّة الخلافات وإنّما إيجاد سبل للحوار لتكاتف الجهود وقيام الجميع بالبناء نحو مستقبل أفضل وعدم الانصياع نحو ما يريده أعداء الثّورة من تشتيت لمكوّنات الشّعب التّونسي. طرق أخرى للاحتجاج من جهة أخرى، أشار الوريمي إلى أنّه توجد عدّة طرق للإضرابات غير الامتناع عن العمل والاعتصام فمثلا عندما يرى المواطنون العامل أو سائق الحافلة أو الممرّض يشتغل بكلّ جدّ وجهد ويرتدي شارة حمراء للاحتجاج فإنّه بذلك يكسب تعاطف المواطنين الّذين يمثّلون نقطة قوّة لتحقيق مطالبه. وأضاف أنّ "ما تقوم به بعض الاضرابات هو فقط لغاية إرباك عمل الحكومة وإغراق الاقتصاد التّونسي ولا يقرأ حساب أنّ ذلك يؤدّي إلى إغراق السفينة بمن فيها وهو ضرب لكلّ التّونسيين وليس فقط ضرب للحكومة".