دعا الأمين العام التونسي للشغل في المؤتمر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد الحكومة إلى جولة جديدة من المفاوضات الاجتماعية ويدعو إلى استراتيجية وطنية لمقاومة الارهاب والعنف. وكان المؤتمر الجهوي للشغل بسيدي بوزيد انعقد صباح اليوم الأربعاء 23 ماي تحت إشراف الأمين العام حسين العباسي وبرئاسة قاسم عفية الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم العلاقات الدولية والعربية والهجرة. وأعلن الأمين العام خلال المؤتمر أن الاتحاد سيطالب الحكومة بخوض مفاوضات اجتماعية جديدة للزيادات في الأجور نتيجة استفحال الارتفاع الجنوني للأسعار التي أثرت على جيب المواطن والأجراء مما تسبب في تراجع المقدرة الشرائية للمواطن وتأثرت الفئات الاجتماعية الضعيفة من هذا الارتفاع الجنوني للأسعار، مشيرا إلى أن الاتحاد سيطالب في الفترة القادمة بتفعيل مشروع العقد الاجتماعي الذي يمثل مكسبا للشغالين وهو يحتاج حاليا توفير آليات حقيقية لتطبيقه. ودعا العباسي إلى إنجاح المؤتمر الوطني لمناهضة العنف من اجل إنقاذ بلادنا من شبح الارهاب والعنف ومن اجل التوافق الوطني لإعداد استراتيجية لاقتلاع الارهاب من بلادنا داعيا التونسيين إلى الوحدة والتآلف وتجنب التجاذبات والوصول إلى التوافق لإنقاذ بلادنا وإنجاح الانتقال الديمقراطي وإنهاء المرحلة الانتقالية. وأكد حسين العباسي خلال المؤتمر على أهمية هذا المؤتمر بجهة سيدي بوزيد ، الجهة المناضلة التي قدمت قوافل من الشهداء في معركة تحرير البلاد وفي معركة الديمقراطية وكان لأبناء سيدي بوزيد شرف النضال وساهمت بكل ما لديها من قوى للدفاع عن تونس وعن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، على حد تعبيره. وذكر الأمين العام حرص الاتحاد على لعب دوره الوطني لذلك حرص على القيام بمبادرة الحوار الوطني من أجل تخفيف وطأة العنف المادي والمعنوي والذي أفرز اغتيال الشهيد شكري بلعيد مبينا أن مبادرة الاتحاد لاقت تجاوبا من كافة الأطراف وكان مؤتمر الحوار ناجحا ، مفرزا مقترحات جدية للخروج من التجاذبات السياسية و تعطي أجوبة جاهزة تدفع بها إلى المجلس الوطني التاسيسي باعتباره السلطة الشرعية في البلاد محييا كل الأطراف التي شاركت في المؤتمر والتي وعت بأهمية التسريع في الانتهاء من المرحلة الانتقالية وخوض الانتخابات القادمة. وبين حسين العباسي أن الاتحاد نجح في إقناع كافة الأطراف بتنزيل كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وبما فيها حق الإضراب دون قيود كما أن المنظمة متمسكة بدستور مدني ديمقراطي يضمن حرية الإعلام واستقلالية القضاء ويضمن الحريات الفردية والعامة. وأوضح العباسي أن المرحلة القادمة ، بعد الانتخابات القادمة ، ستشهد إعداد دراسات تهم مستقبل عالم الشغل من أجل التقليص من القوانين المجحفة ضد العمال وما خلفته التنقيحات في مجلة الشغل من حيف ومظالم على حد تعبيره ، مؤكدا حرص الاتحاد على الدفاع عن منوال تنمية يضمن العيش الكريم للتونسيين ويضمن لهم الكرامة والعدالة الاجتماعية. ونبه الأمين العام إلى خطورة الوضع الحالي للصناديق الاجتماعية الذي يتطلب إصلاحا حقيقيا ينهي العجز المالي الحاصل حاليا صلبها ودعا الحكومة إلى مراجعة الوضع الجبائي الحالي.