نظمت الهيئة العربية لاستثمار والإنماء الزراعي، اليوم الأربعاء 29 ماي الجاري، بالتعاون مع وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية المؤتمر العربي الثاني للاستثمار الزراعي والغذائي تحت شعار "الاستثمار الزراعي: تحفيز الابداع واستقطاب الشباب" والذي يمتد من 28 إلى 30 من شهر ماي. ويأتي تنظيم هذا المؤتمر في إطار التشجيع على الاستثمار الفلاحي ومزيد تعزيز علاقات التعاون بين تونس والبلدان العربية. وأكد رئيس الحكومة علي لعريض في كلمته التي ألقاها نيابة عنه وزير الفلاحة محمد بن سالم أن الدول العربية لا زالت تعاني من نقص كبير في المنتوجات الغذائية الرئيسية ومنها اساسا الحبوب والزيوت النباتية والسكر وهو ما يجعلها تعتمد في تأمين حاجياتها الاستهلاكية على التوريد رغم امتلاكها لطاقات انتاجية هائلة من أراضي زراعية وموارد مائية إذا ما تمّ استغلالها على أحسن وجه يمكن أن تحقق الغايات المنشودة. واستعرض وزير الفلاحة أهم التحديات التي تواجهها الدول العربية ومنها أساسا مدى قدرة القطاع الفلاحي على مجابهة تنامي الطلب الداخلي على المنتوجات الغذائية من حيث الكمّ والنوعية على اعتبار ارتفاع عدد السكان وتطور قدرتهم الشرائية وتغير نمط استهلاكهم خلال السنوات القادمة، إضافة إلى مدى قدرة القطاع على الصمود أمام المنافسة الخارجية التي تفرضها عولمة الاقتصاد من خلال التحرير التدريجي لتبادل المنتوجات الفلاحية على المستوى الدولي. وأمام هذه التحديات المستقبلية، شدّد وزير الفلاحة على ضرورة العمل من أجل تهيئة الأرضية والظروف الملائمة لمزيد تعبئة الطاقات والموارد للرفع في الانتاج الفلاحي العربي والارتقاء بمستوى التجارة الفلاحية العربية بما يعزز التكامل الفلاحي العربي. إلى جانب العمل على تأسيس سياسة عربية فلاحية جديدة قادرة على استغلال الامكانيات والطاقات الانتاجية المتوفرة بالبلدان العربية. ودعا محمد بن سالم إلى ضرورة تظافر كل الجهود وإيلاء مزيد من الاهتمام من أجل تحقيق هذه الأهداف خاصة مع وجود كل المقومات التي تساعد على البناء المشترك ومنها أساسا التطور الايجابي للمناخ السياسي العربي وتوفر طاقات انتاجية متنوعة وخبرات بشرية قادرة على تحمل أعباء التنمية إضافة إلى تواجد سوق عربية كبيرة. وأوضح وزير الفلاحة أنّ السياسة العربية تقوم على محورين أساسيين أولهما توفير المناخ الملائم لحفز القطاع الخاص على التوجه نحو الأنشطة الفلاحية وتأمين مخاطر الاستثمار مع الحرص على الإحاطة ومساعدة المستثمرين على تجاوز الاشكاليات التي تعترضهم، وثانيهما تعزيز التجارة البينية العربية بما يضمن للمنتجين من فرص أوسع لتسويق منتوجاتهم ولتثمين مجهودهم من خلال الإمكانات التي تتيحها منطقة التجارة الحرّة العربية الكبرى التي تؤمن الأرضية الملائمة لحفز المستثمرين والمنتجين والمصنعين على مزيد التعاون فيما بينهم. من جهة أخرى، أكد الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاستثمار الغذائي صالح بن محمد الشنفري في مداخلته استعداد القطاع الخاص للاستثمار في المجال الزراعي مشيرا إلى أن التحدي الأكبر بالنسبة للمستثمرين هو الوقت باعتبار أن صلوحية المنتجات الفلاحية مرتبطة بالوقت وبالتالي فإن أي تعقيد في إجراءات شحنها سيؤدي إلى اتلافها. ويهدف هذا المؤتمر إلى استقطاب القطاع الخاص للاستثمار في المجال الفلاحي والصناعات الغذائية ولتعزيز الأمن الغذائي العربي. وشارك في هذا المؤتمر حوالي 300 مشارك منهم 80 مشارك أجنبي يمثلون 17 دولة عربية وهم يمثلون أكبر المستثمرين العرب في المجال الفلاحي وممثلي البنوك التجارية والاسلامية والباحثين في المجال. وتتخلّل تنظيم المؤتمر العربي في دورته الثانية تنظيم معرض خصّص لإبراز تجارب ناجحة تونسية وعربية في مجال الاستثمار الفلاحي، ويضم 6 شركات تابعة للهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي إضافة إلى 15 شركة تونسية خاصّة و6 فضاءات تمثل هياكل المساندة والمؤسسات المعنية بتطوير الاستثمار الفلاحي. ومن المنتظر أن يتم يوم غد الخميس 30 ماي الجاري التوقيع على اتفاقية بين الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي ووكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية والمتعلّقة بإنشاء صندوق تمويل سيوجه إلى صغار ومتوسطي الفلاحين ستشرف عليه الهيئة العربية والمؤسسات التمويلية العربية.