أكّدت صحيفة "ديالي ميل" البريطانيّة على وفاة ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، إكلينيكيا، منذ أسبوع وإبقاء جسده على أجهزة دعم الحياة، وفقا لصحفي سعودي يعمل بوكالة الشرق الأوسط. وأكد المراسل السعودي لتليفزيون "برس" أنّ الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في حالة صحية حرجة منذ يوم الأربعاء الماضي، ولم يظهر علنا منذ ذلك الحين، مؤكداً أن الأطباء استخدموا جهاز تنشيط ضربات القلب الكهربائي عدة مرات لإبقاء جسده على قيد الحياة. وأضاف المراسل أن العاهل السعودي البالغ من العمر 89 عاما مازال جسده على قيد الحياة بفضل ربطه بجهاز التنفس الصناعي ولكن جميع الأجهزة الحيوية بالجسم تعطلت، ولم يعلق الديوان الملكي، والذي يمثل العائلة المالكة في السعودية، حتى الآن على أيّ استفسارات حول الخبر حتى الآن. وخلق هذا النبأ توتّرات في الوسط السعودي لمن ستؤول السلطة خاّصة وأنّ حالات الوفاة السابقة التي لحقت برجال الحكم في السعوديّة قد خلقت أزمات بين أجيال الحكم في المملكة. النظام الأساسي للحكم في السعوديّة إنّ النظام السعودي هو نظام ملكي صدر عام 1992 في عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بالأمر الملكي رقم أ/90 وتاريخ 27/8/1992بخصوص طريقة الحكم بالمملكة العربية السعوديّة بشكل سلس كالدستور في الدول الأخرى، وشكلت لجنة برئاسة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لوضع النظام الأساسي للحكم. ويستمدّ دستور المملكة العربيّة السعودية قوانينه من القرآن الكريم وسنة نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وهي الدولة الوحيدة التي استمدت دستورها وأحكامها الشرعيّة من الدين وليس من قوانين وضعية. اجراءات انتقال السلطة يطرح اشكالا وطرحت اشكاليّة انتقال السلطة من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود إلى الأحفاد بعد وفاة ولي العهد الأسبق الأمير سلطان بن عبد العزيز ومن ثم خلفه الأمير نايف بن عبد العزيز، اللذين كانا أقوى رجال الحكم في عهد العاهل السعودي عبد الله، الملك الخامس في قائمة الملوك الأبناء، والذي كانت خلافته موضوعاً حساساً بين أمراء الأسرة الحاكمة، خاصّة لتقدّمه في السنّ 89 سنة ولعدم وجود شخصية أوفر حظاً في الترشيح لخلافة ولي العهد، بالإضافة إلى الاصطفاف داخل الأسرة الحاكمة بين محافظين وإصلاحيين، والذي لا يعكس بالضرورة الفارق في السن. خلاف الأجيال في آل سعود لمن سيؤول الحكم يرى بعض المتتبعين للوضع السياسي السعودي أنّ الجيل الأصغر سناً في الأسرة الحاكمة سيلعب دوراً أكبر في إدارة شؤون المملكة، وأنّ قضية الإصلاح غير محسومة في وجهتها الكلية والمدى الذي ستصله، خاصّة وأنّ العامين الماضيين صادق الملك عبد الله على مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية ولم ترافقها إصلاحات سياسية جوهرية في بنية نظام الحكم، سوى إعادة هيكلة مجلس الشورى في شهر جانفي الماضي وتعيين ثلاثين امرأة بالمجلس لأول مرة في تاريخ المملكة، والسماح للنساء بالمشاركة في الانتخابات البلدية القادمة عام 2015 ورأى خبراء في الشأن السعودي، أنه من الضروري أن يكون ولي العهد القادم حفيداً للملك عبد العزيز، بأن يحافظ على فكرة التوافق التي سارت عليها أجنحة الأسرة الحاكمة في العقود الماضية، ويراهن عليها نظام الحكم السعودي مع البيئة الجديدة التي صنعها "الربيع العربي"، لكن خطوة الانتقال من جيل الأبناء إلى جيل الأحفاد قد لا تتم بسهولة، لأنها ربما تحمل في طياتها صراعاً بين فروع العائلة على احتمال انتقال السلطة من فرع إلى فرع آخر ونشوء سلالة ثانية في الحكم من أحفاد فرع واحد دون غيره. منافسة الجيل الثاني والثالث من المتنافسين الأقوياء على ولاية العهد في صورة التأكيد الرسمي لوفاة الملك، إذا تمّ نقل السلطة من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث، هم الأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخليّة السابق، والأمير مقرن بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء. وفي الجيل الثالث يسلط الضوء على خالد الفيصل أمير منطقة مكة، والأمير محمد بن نايف وزير الداخلية، والأمير خالد بن سلطان نائب وزير الدفاع، والأمير سلطان بن سلمان وزير السياحة. ورأى خبراء أنّه من مصاعب الانتقال من الجيل الثاني إلى الجيل الثالث أن تقوم المملكة بإعادة تدوير توزيع المناصب الحكومة بين أمراء فروع الأسرة الحاكمة، لإرضاء الجميع، ولا يستبعد تأجيل الانتقال بالاتفاق على شخصيّة من الأبناء لولاية العهد عندما يصبح ولي العهد الحالي سليمان بن عبد العزيز ملكاً. هيئة البيعة أسّس الملك عبد الله سنة 2006 "هيئة البيعة" من أفراد في الأسرة الحاكمة تضم ممثلين عن الأفرع المختلفة، تعمل بعد وفاته، وأناط بها التوافق على مرشح لولاية العهد يقترحه الملك أو التوافق على مرشح آخر، لإضفاء نوع من المأسسة على عملية اختيار الملك القادم، وهي أيضاً عملية محفوفة بالمصاعب.