أثار استبدال السلطات الجزائريّة لسفيرها في فرنسا على نحو مفاجئ صدمة دبلوماسيّة، خصوصًا أن السفير القديم من المقربين للرئيس الجزائري بوتفليقة. ودائما ما يكون سفير الجزائر في فرنسا من الشخصيات المقربة من الرئيس ومقبولا من جنرالات الجيش أيضا، نظرا إلى حساسيّة العلاقات بين البلدين وأهميتها. وجاء تغيير السفير ضمن حركة في السلك الدبلوماسي، شملت سفراء الجزائر وكبار القناصلة في عدد من العواصم والهيئات الدولية. وقد ألقى التغيير بظلاله على طريقة إدارة البلاد في غياب بوتفليقة الذي يعاني من أزمة صحية جعلت المعارضة تطالب بعزله، وفقًا لصحيفة الحياة. وكانت السلطات الجزائرية قد سحبت بشكل مفاجئ سفيرها لدى فرنسا ميسوم صبيح الخميس الماضي، ووضعت مكانه سفير الجزائر لدى بروكسل عمار بن جامع. وأشارت بعض المصادر إلى أن سحب السفير بهذه السرعة قد يعني أن القيادة العسكرية التي تدير الحكم في غياب بوتفليقة، بدأت التخلص من الدائرة الثانية المرتبطة بالرئيس قبل البدء بالتعامل مع الدائرة الأولى. وتعيش الجزائر منذ أشهر حالة ترقب بعد مرض بوتفليقة وغموض حالته الصحية وعدم قدرته على إدارة البلاد. وقد طالبت المعارضة بالشفافية مع مرض بوتفليقة ومع طريقة إدارة البلاد في غيابه، ودعت إلى عزله وإجراء انتخابات رئاسية سريعة. وكان بوتفليقة في رأي كثير من المحلّلين يستعد قبل مرضه للترشح للرئاسة للمرة الرابعة، وهو ما أثار غضب المعارضة التي طالبت الجيش بالتدخل.