كشف مصدر عسكري مطلّع عن مفاوضات يجريها المجلس العسكري مع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، بإطلاق سراحه مقابل القبول بخارطة الطريق التي أعدها المجلس العسكري، وإقناع أنصاره بالانسحاب من الشوارع وفض الاعتصامات الرافضة لتلك الخارطة. وتضمنت خارطة الطريق عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي وتعطيل الدستور، إضافة إلى اجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد عام واحد على تولى الرئيس مرسي منصبه بالبلاد. وقال المصدر في تصريحات صحفية اليوم الجمعة، إن "المجلس سوف يوفد عددًا من أعضاءه برفقة عبد العزيز سيف الدين عضو المجلس العسكري السابق، ويضم رجال دين من ضمنهم شيخ الأزهر أحمد الطيب، و بابا الأقباط تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بهدف إقناعه بقبول خارطة الجيش". وأكد أن أصواتًا بدأت تتعالى في المجلس العسكري، تنادي بضرورة التسوية مع مرسي، خشية من تصاعد الأوضاع الميدانية في البلاد، مشيرًا إلى ما وصفها بحالة الإرباك التي تعيشها بعض الشخصيات تتوافد على قيادة المجلس العسكري، ومن ضمنها البرادعي وصباحي القياديين في جبهة الانقاذ المصرية، تريد الوصول إلى حل سريع مع الرئيس المعزول محمد مرسي. وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه الى أن الرئيس مرسي يتواجد مع عائلته ومستشاره عصام الحداد في موقع تابع للفريق السيسي بمقر الحرس الجمهوري بالقاهرة، مشيرا الى أن الفريق السيسي يرفض الاحتفاظ بمرسي، كونه لا يشعر بخصومة معه، على حد تعبيره. وتابع" السيسي يخشى من تهديد الجماهير المؤيدة للرئيس محمد مرسي، ويرغب باستكمال خطة خارطة الطريق". وأكد المصدر العسكري صحة المعلومات التي تحدثت عن مساومات عرضت على الرئيس مرسي باللجوء لدولة يرغب بها، بيد أنه قال إن "قيادة الجيش تشدّد على وجود مرسي في الداخل لتضمن إنهاء حالة العصيان المدني والاعتصامات في الميادين". وكشف المصدر المصري عن حالة من القلق والإرباك لدى المؤسسة العسكرية، جراء تدهور الأوضاع الأمنية في سيناء، مشيرًا إلى أن قيادتي الجيش الثاني والثالث أبلغتا الفريق السيسي بضرورة الوصول إلى حل سياسي، لأن قيادة الجيش تفتقد إلى خطة طوارئ للتصدي لأي أعمال عنف في سيناء. وتابع: "أي حالة عنف في سيناء ستستنزف قوة الجيش بشكل تام، ومن شأنه أن يستدرج القوات من داخل المحافظات وهو ما يهدد بإرباك الوضع في الداخل". يشار الى أن محافظة سيناء شهدت اشتباكًا مسلحًا بين مسلحين وقوات من الجيش المصري على حواجز تابعة للجيش.