على غرار حركة "تمرد" المصرية، أعلن حزب معارض سوداني بدء حملة لجمع ملايين التوقيعات من أجل الإطاحة بحكومة الرئيس عمر البشير، غدا الأحد. وفي تصريحات لمراسلة الأناضول، قالت مريم الصادق المهدي، مسؤول الاتصال في حزب الأمة القومي، "إن والدها رئيس الحزب سيبدأ في عملية جمع التوقيعات، مساء غد، في المركز العام للحزب ،"وأطلق عدد من النشطاء السياسيين في مصر حملة بعنوان "تمرد"، أواخر أفريل الماضي، بهدف جمع 15 مليون توقيع للإطاحة بالرئيس المصري حينئذ محمد مرسي، وذلك قبل ال 30 جوان الماضي (موعد الذكرى الأولى لتولي مرسي الحكم). وفي نهاية الحملة أعلنت حركة "تمرد" عن جمع أكثر من 22 مليون توقيعا، داعية إلى الشعب المصري إلى الخروج في تظاهرات حاشدة في ال 30 جوان الماضي، وهي المظاهرات التي انتهت بعزل مرسي من قبل الجيش وتولي عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية العليا، رئاسة البلاد بشكل مؤقت خلال فترة انتقالية. وكان الصادق المهدي - وهو آخر رئيس وزراء منتخب انقلب عليه البشير في العام 1989 - أعلن عن خطته التي تهدف إلى جمع ملايين التوقيعات مع عقد اعتصامات بكل ولايات السودان، السبت الماضي، خلال مخاطبته لقاء جماهيري شارك فيه الآلاف بالتزامن مع ذكرى وصول الرئيس البشير إلى السلطة. وقال المهدي يومها موجها حديثه إلى البشير"24 عاما من الإخفاق تكفي وآن أوان الرحيل." وفيما كان برنامج حركة "تمرد" المصرية يهدف إلى تقديم التوقيعات للمحكمة الدستورية والدفع ببطلان شرعية مرسي بعد جمع عدد من التوقيعات يزيد عن تلك التي حصل عليها في الانتخابات الرئاسية التي جرت في جوان 2012، والتي بلغت نحو 13 مليون صوت، لم يعلن المهدي عن الخطوة القادمة لحملة جمع التوقيعات، وكيف ستتمكن من إجبار البشير على ترك الحكم. ويدعو المهدي إلى اعتصامات للضغط على النظام وإجباره على عقد تسوية سياسية تفضي لتحول ديمقراطي، بينما تدعو بقية الأحزاب المعارضة التي تعمل معه ضمن تحالف لاحتجاجات شعبية لإسقاط النظام مباشرة بحجة أن الحوار معه غير مجدي. ويحذر المهدي من أن التحرك الشعبي يمكن أن يفضي إلى فوضى شاملة بسبب اضطراب الأوضاع الأمنية حيث تحارب الحكومة متمردين في ثلاث جبهات. وطرح تحالف أحزاب المعارضة الشهر الماضي برنامج 100 يوم لإسقاط النظاميهدف من خلاله لتنظيم ندوات جماهيرية واحتجاجات شعبية تتوج بإسقاط النظام، وهو ما يرفضه المهدي الذي يتمسك ايضا ببقاءه في التحالف. ويناصر شباب حزب الأمة - وهو أكبر الأحزاب المعارضة - رؤية تحالف المعارضة الداعية لإسقاط النظام وعدم الحوار معه، لكن المهدي يحظى بكاريزما عالية وسط أنصار الحزب من غير الشباب لمكانته الدينية. وتقول أحزاب المعارضة أن خطة المهدي تخدم ذات الهدف، وأنها ستشارك في التوقيعات والاعتصامات دون التخلي عن برنامجها. وقلل الحزب الحاكم من برنامج المعارضة، وقال إنها لا تمتلك السند الشعبي الذي يؤهلها لإسقاط النظام. وترفض كل أحزاب المعارضة دعوة الرئيس البشير إلى الحوار والمشاركة في إعداد دستور دائم للبلاد بحجة أن الدعوة غير جادة وتهدف لإضفاء شرعية زائفة على حكومته. واشترطت المعارضة لقبول دعوة البشير: إطلاق الحريات العامة، ووقف الحرب مع الحركات المتمردة، وتشكيل حكومة قومية إنتقالية تعقد مؤتمرا دستوريا وتشرف على إجراء إنتخابات حرة ونزيهة وهي ذات مطالب المهدي. ويرفض البشير شروط المعارضة ويقول إنه يحكم بموجب التفويض الشعبي الذي حصل عليه في انتخابات العام 2010، وهي الانتخابات التي قاطعتها المعارضة، واتهمت النظام بتزويرها.