أعلن أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، أن الرئاسة بدأت اتصالاتها مع جميع الأطراف، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين، في إطار جهود المصالحة بين القوى المتخاصمة على خلفية إقالة الجيش للرئيس محمد مرسي في الثالث من الشهر الجاري، وتعيين منصور بشكل مؤقت بدلا منه. وقال المسلماني في مؤتمر صحفي، اليوم بمقر الرئاسة في قصر الاتحادية، إن الاتصالات يجريها بنفسه وأيضا "يجريها مصطفى حجازي، المستشار السياسي للرئيس، وتشمل تلك الاتصالات الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي". ولم يوضح المسلماني نتيجة هذه الاتصالات غير أنه توقع استجابة معظم أبناء التيار الإسلامي لجهود المصالحة والمشاركة فيها. وأشار إلى أن جهود المصالحة التي تجريها الرئاسة "لها إطار أخلاقي يستهدف مشاركة الجميع في المصالحة وأن الإطار الأخلاقي يعني أن الرئاسة يديها مفتوحة للجميع ولا تقصي أحدا"، وشدد على أن "المصالحة تستهدف تحقيق السلم الاجتماعي في البلاد وهو أهم وأنجح أهداف المصالحة". وكان القيادي في جماعة الإخوان ووزير التنمية المحلية السابق، محمد علي بشر، قد صرح أمس لوكالة الاناضول إن حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن الإخوان، يصر على عودة محمد مرسي أولا إلى منصبه وعودة الدستور الذي تم تعطيله والبرلمان الذي تم حله عقب إقالته، قبل أن يقرر مرسي بالتشاور مع القوى السياسية سبل الخروج من الأزمة، بما فيها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وردا علي سؤال لوكالة الاناضول للمسلماني عن مطالبة بعض القوى بإجراء المصالحة تحت مظلة الأزهر لا الرئاسة قال إنه لا يوجد تعارض بين المؤسستين، وإن هناك اجتماعا قريبا سيعقد للمصالحة يفتتحه كل من الرئيس المؤقت عدلي منصور وشيخ الأزهر أحمد الطيب. وفي المقابل قال مصدر مقرب من شيخ الأزهر أن الرئاسة تراجعت عن تولي شيخ الأزهر رئاسة لجنة المصالحة الوطنية بعد اشتراطه الصلاحية الكاملة للجنة وإلزامية قرارتها؛ حيث رأت الرئاسة أن هذا يضعها في موقف محرج. ولفت المصدر إلى أن ذلك جعل شيخ الأزهر يعلن بالفعل تمسكه بالاعتكاف عن الظهور في أي فعاليات بصورة بها احتجاج سلمي لإعلان عدم رضاه عن عدم التوافق السائد في الساحة المصرية، وأن الرئاسة ستكتفي بإرسال وفد برئاسة المسلماني لمعرفة رؤية الأزهر في عملية المصالحة وقال المسلماني خلال المؤتمر الصحفي اليوم إن مصر تتعرض لضغوط داخلية وخارجية، وفي إجابة على سؤال لوكالة الاناضول حول طبيعة هذه الضغوط اكتفى بالقول إن مصر ليست ضعيفة أو مهتزة وعن نتائج زيارة وليم بيرنز، نائب وزير الخارجية الأمريكي، للقاهرة أمس قال إن مصر تنظر إلى علاقتها مع الولاياتالمتحدة "على أنها علاقات مهمة ولابد أن تبقي في الإطار الطبيعي ولكن لا يأتي إلينا أحد بزيارتنا ليملي علينا شروطا."