عقدت نقابة الصحفيين التونسيين اليوم الإثنين 2 سبتمبر، ندوة صحفية لإبراز موقفها من التعيينات الأخيرة التي تمّت على رأس عدد من المؤسسات الإعلامية العمومية وحول وضعية بعض الصحفيين المهددين بالسجن في الفترة الأخيرة. وقد اعتبرت نجيبة الحمروني، نقيبة الصحفيين التونسيين أنّ حرية الصحافة واستقلالية المؤسسات العموميّة مهددة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى بسبب التعيينات التي قررتها مؤسسة الإذاعة التونسية وعلى رأسها محمد المدّب والتي تمّت على أساس الولاء الحزبي حسب تعبيرها. وأضافت أنّ المرسوم 116 من قانون الصحافة ينصّ على الجانب الإستشاري لنقابة الصحفيين في جانب التعيينات على رأس المؤسسات الإعلامية داعية إلى مساندة جميع الصحفيين لزملاءهم في الإذاعات العمومية في إضراب المقرر ليوم غد من أجل "مؤسسات إعلامية دون ولاءات حزبية". من جهة أخرى، أكدت نقيبة الصحفيين أنّ النقابة ترفض تسلّم البطاقات الصحفية التي تصدرها اللجة التي كوّنت في هذا الخصوص نظرا "لإصرار الحكومة على تعيين عضو تابع للحكومة ضمن هذه اللجنة". وقد أشارت الحمروني في سياق آخر محاولة بعض الأطراف إلى الهيمنة على قطاع الإعلام من خلال شراء المؤسسات الإعلامية التي تعاني ضائقة مالية كانت أوّلها قناة التونسية وراديو كلمة وقناة نسمة حاليّا وقد أسمته التحالف المالي والسياسي لوضع اليدّ على الإعلام. مساندة الصحفيين أشار أيمن الرزقي، عضو النقابة إلى الخطر الذي يهدّد بعض الصحفيين اليوم من خلال محاولة إيقاف الطاهر بن حسين الذي، رغم إختلاف النقابة معه، يعبّر عن آراءه عبر وسيلة إعلامية وكذلك إيقاف كلّ من المصور الصحفي مراد المحرزي ونصر الدين السهيلي في "قضية ملفقة" تهدف إلى "تكميم الأفواه" وسليم بقة الذي فضح العديد من الحقائق حول الحكومة، وفق تقدير الرزقي. وقد أكدّ الرزقي مساندة النقابة لإضراب الرجوع الذي يخوضه صحفي موقع "أسطرلاب" أمين بن سعد إحتجاجا على مواصلة إيقاف المحرزي. وقال الرزقي إنّ هذه القضية تعيد إلى الأذهان قضية الصحفي الفاهم بكدوس في عهد بن علي وإتهامه بتسويق أخبار الحوض المنجمي والإنتماء إلى جماعة محظورة. وقد دعا الرزقي إلى وقفة تضامن مع الزملاء المهددين بالسجن وذلك بالتنقل إلى المحكمة غدا لمساندتهم. تراتيب الإضراب وأثار المنجي الخضراوي، عضو النقابة ضرورة تطبيق المرسوم 115 الذي يضمن حرية والصحافة ويحمي الصحفي من أي إعتداء أثناء أداء واجبه والمرسوم 116 الخاص بإستشارة نقابة الصحفيين التونسيين في كلّ التعيينات الخاصة بالمؤسسات العمومية متهمّا في هذا الخصوص المدير العام للإذاعة الوطنية بمحاولة خدمة الأحزاب الحاكمة من خلال فرض مضامين إعلامية داخل البرامج الإذاعية. وقال الخضراوي إنّ "الصحفيين لن يكونوا الخنجر الذي يطعن الشعب التونسي مرة ثانية" داعيّا إلى مساندة صحفيي الإذاعة الوطنية في إضراب يوم غد مع الإلتزام بتراتيب الإضراب من خلال تسجيل الحضور إجباريّا في العمل، وأن يتلو الصحفيون أثناء تقديم الأخبار بيان الإضراب الذي أصدرته النقابة وبيانات المساندة والدعم مع الإكتفاء أثناء المواجيز والنشرات بأخبار الإضراب، وتقديم الأخبار العاجلة والمهمّة جدا، مع أن يقدّم الصحفيون في بقية برامجهم فقرات عن الإضراب وأسبابه واستدعاء ضيوف من كافة الأطراف لمناقشة أسبابه.