يبدأ الموفد الأممي الأخضر الابراهيمي زيارة إلى دمشق اليوم الاثنين 28 أكتوبر، في إطار التحضير لمؤتمر "جنيف – 2" لتسوية النزاع السوري والذي يؤمل انعقاده في أواخر شهر نوفمبر، لكن 20 مجموعة اسلامية معارضة مسلحة عبرت عن رفضها القاطع للمؤتمر، كما رد الائتلاف الوطني المعارض على تصريحات الابراهيمي الذي اعتبر مشاركة إيران في المؤتمر "ضرورية وطبيعية" قائلا إن طهران "جزء من المشكلة وليس الحل". ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر حكومي سوري فضل عدم الكشف عن اسمه أن "الابراهيمي يبدأ اليوم زيارة لدمشق للبحث في انعقاد مؤتمر جنيف 2". وأشار المصدر إلى أن زيارة الابراهيمي "قد تستمر يومين" يعقد خلالها لقاءات مع المسؤولين السوريين. ولم يشر المصدر إلى لقاء للإبراهيمي مع الرئيس السوري بشار الأسد. وفي طهران، أبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني الإبراهيمي أمس أنّ إيران لن تدخر أيّ جهد لإعادة الهدوء إلى سورية. ونقلت "قناة العالم" الإيرانية عن روحاني قوله خلال استقبال الإبراهيمي في طهران إن "من دواعي الأمل أن العديد من الدول توصلت إلى نتيجة بأن الأزمة السورية ليس لها حل عسكري ويجب تسويتها سياسيا". وأضاف أن "إيران على أهبّة الاستعداد لبذل كل الجهود ولعب دور إيجابي سواء في جنيف - 2 أو في أي مبادرة أخرى من أجل استقرار سورية". وكان الأسد قد طلب الاثنين الماضي من الابراهيمي في مقابلة مع تلفزيون "الميادين" "عدم الخروج عن إطار المهام" الموكلة إليه، داعيا إياه إلى التزام الحياد. 20 مجموعة اسلامية ترفض "جنيف 2" عبّرت 20 مجموعة اسلامية معارضة مسلّحة عن رفضها القاطع ل "جنيف – 2"، وذلك في بيان تلاه زعيم كتيبة "صقور الشام" أحمد عيسى الشيخ الذي قال إن "مؤتمر جنيف-2 لم يكن ولن يكون خيار شعبنا ومطلب ثورتنا". وأضافت هذه المجموعات التي ينتمي بعضها إلى الجيش السوري الحر وقاتلت أخرى الجماعات الاسلامية المتطرّفة التي تقاتل بدورها قوات النظام، إنّها تعتبر "جنيف - 2 حلقة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب في سورية واجهاضها". وحذّرت من أن حضور المؤتمر سيعتبر "متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة تستوجب المثول أمام محاكمنا". وأكدت هذه الفصائل أن "أيّ حل لا ينهي وجود الأسد بكل أركانه ومرتكزاته العسكرية ومنظومته الأمنية ولا يقضي بمحاسبة كل من اشترك في ممارسة ارهاب الدولة سيكون حلا مرفوضا جملة وتفصيلا". وبين الموقعين على البيان "لواء التوحيد" و"أحفاد الرسول" و"أحرار الشام" و"صقور الشام". واستبعد الناطق الرسمي باسم الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي موافقة المعارضة على الجلوس مع إيران على طاولة المفاوضات في "جنيف – 2"، معلّلا ذلك "بعدم وجودها في جنيف 1 وأنها جزء من المشكلة وليس من الحل". وردا على تصريحات الإبراهيمي التي اعتبرت وجود إيران على طاولة المفاوضات في جنيف "ضروريا وطبيعيا"، قال صافي: "هو يتكلم بما يشاء ونحن نذهب بشروطنا". ونقل موقع الائتلاف عنه القول : "لم أستغرب كلام الإبراهيمي، فهذه ليست المرة الأولى التي يصر بها على وجود إيران منذ تسلمه هذا الملف حتى الآن". وأشار المتحدث باسم الائتلاف إلى أن "الائتلاف قدم للإبراهيمي عدة تصورات لنجاح المؤتمر ولكن لم يأت بأي قرار واضح تجاه هذه التصورات، ولم يستطع حتى الآن الحصول على ضمانات حقيقية من جانب الأسد كفيلة بإنجاح المؤتمر الدولي للسلام في سورية".