وصف النواب العائدون إلى المجلس الوطني التأسيسي التنقيحات التي تم إدراجها على النظام الداخلي للمجلس بالانقلاب على آليات العمل داخل المجلس، وأكّد النواب خلال ندوة صحفية التأمت بعد ظهر اليوم الاربعاء بمقر المجلس بباردو أنّهم ضدّ هذا "الانقلاب"، والتزامهم بخارطة الطريق بمساريها التأسيسي والحكومي وانسجاما مع توجهات الرباعي الراعي للحوار، مقررين بناء على ذلك تعليق مشاركتهم في أعمال المجلس. واعتبر النواب الممضون على بيان عقب اجتماع جمع نواب الكتلة الديمقراطية أنّ ما وقع إضافته من تنقيحات على النظام الداخلي يعدّ انقلابا على الديمقراطية والمنطق التوافقي الذي سعوا إلى تكريسه في الحوار، وأكّدوا عزمهم على إبطال هذا "الانقلاب" والتصدي له بكلّ الطرق. وأعلنوا تمسكهم بتعديل التنظيم المؤقت للسلط "الدستور الصغير" والنظام الداخلي للمجلس بما يتوافق مع خارطة الطريق، وحمّلوا في نفس السياق رئيس المجلس مصطفى بن جعفر مسؤولية التصدي لهذا "الانقلاب". من جهة أخرى، قال النائب فاضل موسى إنّ اللجوء إلى المحكمة بخصوص الطعن في التنقيحات مازال موضوعا تحت الدرس، مشيرا إلى أنّ التصدي للتنقيحات سيتم بطرق إجرائية. واعتبر رئيس الكتلة الديمقراطية محمد الحامدي بدوره أنّه بتلك التنقيحات التي وقع إدراجها بالنظام الداخلي يريدون تكريس مجلس به فقط أغلبية وليس أغلبية وأقلية، كما يريدون، على حدّ قوله، "الانقلاب" على جزء من مكونات الأغلبية بما في ذلك رئيس المجلس. وأشار الحامدي إلى أنّ التعديلات قائمة على أساس سوء النية وهذا يسيء إلى المجلس ويجعله اسوء مما تركناه عليه قبل 25 جويلية الماضي، على حدّ تعبيره، وقال إنّ هناك أشخاص يتحركون بمنطق الانتقام والاستقواء وليّ الذراع وهذه الأشخاص لها "عمى بصيرة"، حسب قوله. وأضاف رئيس الكتلة الديمقراطية أنّ نواب التنقيحات اقترحت على لجنة النظام الداخلي في غياب النواب المنسحبين وذلك بشهادة رئيس اللجنة هيثم بلقاسم، بمعنى أنّ هناك تفكير في تمرير هذه التعديلات في غياب النواب العائدين، وقد أراد بقية النواب تمرير "الفصول الانقلابية" الآن بحضور نواب المعارضة. من جهتها، أوضحت عضو مكتب المجلس التأسيسي كريمة سويد خلال الندوة الصحفية أنّ الفصلين 36 و79 من النظام الداخلي واللذين تم تعديلهما يمكّنان مكتب المجلس من اتخاذ قراراته ب3 أعضاء دون معارضة ودون رئيس المجلس، مشيرة إلى أنّ 3 من بين أعضاء المكتب هم نواب عن حركة النهضة وبإمكانهم بعد التنقيح الأخير على هذه الفصول اتخاذ القرارات بمفدرهم، وفق تعبيرها.