صرّح وزير العدل نور الدين البحيري أنّ "المعركة اليوم قد دخلت سرعتها القصوى، وعلى الشباب أن يعي هذا ويتّخذ الفطنة والحذر لأن المعارضة تدرك جيدا أنّ هذه هي معركة الحسم"، وذلك في المداخلة التي ألقاها أمس الأحد 23 ديسمبر 2012 في الاحتفال بالذكرى الثانية لاندلاع شرارة الثورة الذي أحياه شباب حركة النهضة. ونبه البحيري الجماهير الحاضرة إلى خطورة هذه المرحلة، قائلا إنّ "الحكم أمانة ويكون يوم القيامة خزي وندامة إلا من أتاه حقا". لا مصالحة قبل المحاسبة والمعاقبة وشدّد البحيري بلهجة من التوعّد أن لا "مجال للمصالحة قبل المحاسبة والمعاقبة وقبل استرداد الضحايا وأصحاب العفو التشريعي العام لحقوقهم المشروعة"، مؤكدا على المضي نحو مسيرة التطهير بالمحاسبة والعقاب "دون خشية لومة لائم". وقال وزير العدل إنّ خيار المواجهة بتطهير رموز الفساد الذي انتهجته الحكومة اليوم واجب والحكومة انطلقت في حملتها بعزل العديد من مهامهم في مواقع خطيرة جدا إلا أنّه رغم كل ما تحقّق لا تزال المرحلة تحتاج مجهودات أكثر. وأضاف البحيري أنّ "أعداء الثورة استغلوا الإعلام لإجهاضها وهم الآن يخضون حربا نفسيّة بالوكالة لتفتيت هذا المشروع وما يؤكد موجات العنف والتخريب التي تعيشها الساحة اليوم في مختلف الجهات"، وفق تقديره. وأكدّ إصرار حكومته على المواجهة "بالتصدّي لمكائدهم وتفكيك شبكات إرهابهم". ةوأشاد نور الدين البحيري بدور الشباب بعد فوزهم في أولى المعارك الانتخابية، كما نوه بالدور الذي أداره الشباب التونسي في الاطاحة بأكبر الدكتاتوريات ودوره في تغيير صورته لدى الشعوب في العالم بعدما نعت بأبشع "أوصاف الجبن والميوعة" أصبح نموذجا يقتدى به. واعتبر البحيري أن هذا الاحتفال هو رسالة إلى كل "الواهمين والانقلابيين" الذين يتربصون بإفشال مشروع انجاح الثورة وأن شعب تونس لهم بالمرصاد ودعا الشعب في الجهات إلى "الصبر والمصابرة والمرابطة" في الدفاع على ثورتهم لضمان حريتهم وكرامتهم. وشكر البحيري شعب تونس الذي أتى بهذه الحكومة عبر صناديق الاقتراع وبالإرادة الحرّة ولم تأت بقرار أجنبي ولا بمغالطة في تزوير الأصوات مثلما يدّعي أعداء الوطن. وطالب وزير العدل الشعب التونسي بمقاومة ونقد هذه الحكومة إذا تبيّن لهم ضعفها وتواطؤها مع أي كان ضد ّتحقيق أهداف الثورة قائلا "قاومونا فلسنا أفضل من صحابة رسول الله (صلى)، حقكم علينا أن تدعون إلى العدل إذا تراخينا أو تراجعنا عن أهدافنا".