دعا عدد من خبراء الإعلام والاتصال الثلاثاء 25 ديسمبر 2012 الإذاعات العربية إلى التحرّر من هيمنة الأنظمة لضمان بقائها وتفوقها وذلك في الندوة الدولية بعنوان "الإذاعة 2020" التي نظّمها المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون وأقيمت بمقر اتحاد إذاعات الدول العربية بتونس والتي حضرها عديد الوجوه الإعلامية من مختلف الأقطار العربية. وأكدّ الخبير الإعلامي من مصر محمد عبد الكافي أنّ نهضة الإذاعة لا يمكن أن تتحقّق إلا تحت مظلّة الديمقراطية مع ضمان حريّة تداول المعلومة بوضع قوانين تنظّم ذلك. وتطرّق المحاضرون إلى تطور الإذاعة منذ تعميم الترانزيستور والدور الهام الذي تحلت به فترة الستينيات والسبعينيات وبداية تراجع هذا الدور بسيطرة الأنظمة على الإذاعة وتوظيفها لغايات سياسية وصولا إلى مكانتها في المشهد الاتصالي الجديد بعد الانقلاب الذي أحدثته البيئة الرقمية على البيئة الاتصالية "بنهاية هرميّة الإذاعة وتحويلها إلى شبكيّة"، على حدّ تعبير الدكتور في الاتصال السياسي جمال الزّرن. واتفق دكاترة الإعلام أن تكنولوجيات الاتصال الحديثة قضت نهائيا على الإذاعة ورأى جميعهم أن على الإذاعة في 2020 مواجهة التحديات في ظل الطفرة التكنولوجية واستعادة مكانتها بالسعي إلى إحداث التوازن بين البيئتين الاتصالية والرقمية من خلال التفاعل والاندماج، خلق جيل جديد من الإعلاميين، الوعي بتغيّر الجمهور المستهدف الذي أصبح مشارك في مضمون الخبر الصحفي، القيام بدراسات علميّة لتحديد مكامن الخلل وتجاوزها. وفي إشارة لما ستكون عليه الإذاعة 2020 في ضل البيئة الاتصالية الجديدة لن يكون هناك قانون ينظم الإذاعة لذلك أشار الدكتور جمال الزرن إلى عدد من الشروط وجب توفّرها على المستوى التشريعي كصياغة مدوّنة لأخلاق المهنة، وتحديد لائحة سلوكيّة تنظّم البثّ الإذاعي مع استيعاب وتفعيل دور المواطن بضبط مفهوم الحرية والمسؤولية، دورات تدريب وفق إستراتيجية واضحة. وأفاد عبد المؤمن الأوزاوي، مدير البرامج بالاتحاد، وكالة بناء نيوز أنّ الإذاعة والتلفزيون تشارك في هذه الدورة بالإنتاج الإخباري لأول مرة ب185 عملا زادت المهرجان زخما جملة التقارير والنشرات والبرامج الحوارية الإخبارية. وأضاف بأن هذه الأعمال أحدثت تغييرا مقارنة بالدورات السابقة للمهرجان من حيث المضمون ومواكبتها للحراك بالمناطق العربية ويذكر مشاركة التلفزة التونسية بتقرير عن السلفية في تونس والتلفزيون المصري بتقرير عن ميدان التحرير.