غضب عارم هزّ أركان الإمارات العربية المتحدّة بعد أن أقدم جهاز الأمن على التحقيق مع بعض نساء المعتقلين وهو الأمر المستهجن والغريب في مجتمع إماراتي قبلي محافظ. وأفادت ابنة المعتقل فؤاد الحمادي أنّه تم التحقيق مع والدتها لأكثر من ساعة أثناء زيارتها لوالدها المعتقل، كما تعرضت نساء غيرها للاستجواب، وهو ما أثار غضب قطاع كبير من الإماراتيين باعتبار وأنّ التحقيقات تتم عبر محققين أجانب غير إماراتيين، يقول البعض بأنهم من جنسيّات مصريّة. وأطلق ناشطون إماراتيون حملة عبر المواقع الاجتماعيّة "الفايس بوك" و"تويتر" تستنكر التعرّض لأعراض النساء وخصوصا نساء المعتقلين واعتبروا ذلك تجاوزا لكل الخطوط الحمر، فيما ذهب البعض باتهام حكّام الإمارات بأنّهم اصبحوا تابعين لجهاز الأمن الذي "يتجاوز" بنظرهم كل قانون. وتصدى لهذه الحملة مجموعة من الإمارتين يتهمونهم الناشطين أنهم تابعون لجهاز الأمن وقاموا بشتم أعراض المعتقلين رداً على الحملة التي أطلقها ناشطون. ويروج أتباع الأمن ومن بينهم شخص يدعى "علي سالم" وهو يشرف على موقع أمني اسمه "إماراتي وافتخر" بأن هناك ما أسماه تنظيم نسائي تابع للإخوان، وكان "علي سالم" أوّل شخص يتطاول على أعراض نساء المعتقلين مما أثار استياء الكثير من الإماراتيين بما فيهم المؤيدون لشيوخهم في حملتهم ضد ناشطين إصلاحيين. من جهة أخرى راى مراقبون أنّ جهاز الأمن الإماراتي قد أوقع شرخا كبيراً يهدّد نسيج المجتمع الإماراتي من خلال اثارته للفتنة وتطاوله على الأعراض والتحقيق مع نساء المعتقلين. ويُذكر أنّ اتهامات كثيرة وجهت لجهاز الأمن الذي يُشرف على سياساته ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد بتجاوزه القانون وتحويل الإمارات إلى دولة بوليسية مع صدور قوانين جديدة تحدّ من الحريات وخصوصا عبر الإنترنت والمواقع الاجتماعيّة. وقال أحد النشطاء على حسابه على موقع "تويتر " إنّ "التحقيق والضغط على الزوجات هو آخر إنتاج عقول البزران الذين أسكرتهم خمرة الكِبر واستغرقتهم لذة التّيه فاسترخصوا الأعراض"وقال آخر "يهلّلون ويبرّرون استجواب النساء بتهم باطلة".