تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ قرابة أسبوع عودة ظاهرة المسلحين والملثمين الذين يطلقون النار بالهواء ويهددون الأجهزة الأمنية الفلسطينية والتي يتهمها هؤلاء المسلحين التابعين لكتائب شهداء الأقصى المحسبوة على حركة فتح أنهم تعرضوا للضرب والتعذيب من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي صادرت سلاحهم فقد خرج نحو 20 مسلحًا مساء أمس، في شوارع مخيم جنين، وهم ملثمون ويحملون أسلحة رشاشة، وأطلقوا الأعيرة النارية بكثافة في الهواء، مهددين ومتوعدين في حال لم يتم الاستجابة لمطالبهم، ومتهمين قادة الأجهزة الأمنية بالتنكيل بهم. ووزع الملثمون الذين عرّفوا أنفسهم بأنهم عناصر مسلحة تنتمي لفتح، بيانا باسم كتائب شهداء الأقصى، طالبوا فيه رئيس السلطة محمود عباس بكبح جماح قادة الأجهزة الأمنية الذين اتهموهم بأنهم صادروا سلاحهم المقاوم، ونكلوا بهم واعتدوا على سلاح المقاومة على حد وصفهم. وأكدوا في بيانهم أن هذه الخطوة استجابة لتحرك "المناضلين" في نابلس، والأمعري وبيت لحم للمطالبة بحقوقهم وإنصافهم. وطالبوا بإعادة الاعتبار للمناضلين الذين تعرضوا للاعتقال والتحقيق، وإعادة سلاح المقاومة الذي تمت مصادرته، مؤكدين احترامهم لمصادرة أي سلاح شارك في الفلتان الأمني والتفريق بينه وبين سلاح المقاومة. ودعا البيان إلى "تشكيل لجنة تحقيق رسمية للبحث في الخروقات التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا ومناضليه على يد عناصر الأجهزة الأمنية". ويذكر أن محافظة جنين شهدت حملة أمنية طالت المئات من عناصر حركة فتح، عقب حادثة إطلاق النار على محافظ جنين قدورة موسى، صودر خلالها كميات كبيرة من الأسلحة وتعرض كثيرون للاعتقال والتعذيب قبل الإفراج عن غالبيتهم، كما تأتي هذه التحركات في إطار صراعات داخلية تعصف بحركة فتح.