وصل رئيس الوزراء الماليزي محمد نجيب عبد الرازق، صباح اليوم الثلاثاء 22 جانفي، قطاع غزة، عبر معبر رفح الحدودي مع جمهورية مصر العربية في زيارة تستغرق عدة ساعات، على رأس وفد رفيع المستوى يضم 50 شخصية بينهم عقيلته ووزير خارجيته "حنيفة حاج أمان". وكان في استقبال الوفد الماليزي في معبر رفح الحدودي، رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية وعدد كبير من الوزراء ونواب المجلس التشريعي الفلسطيني وعدد من القادة وممثلي فصائل العمل الوطني والإسلامي. وقال عبد الرازق في مؤتمر صحفي مشترك مع هنية لدى وصوله إلى قطاع غزة: "إن زيارتي إلى القطاع زيارة إنسانية لتظهر اهتمامنا العميق لما حدث للشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة وتهدف إلى تأكيد دعم ماليزيا حكومة وشعبًا للشعب الفلسطيني ووحدته الوطنية". وأضاف رئيس الوزراء الماليزي "نحن نؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للظلم، ونضال هذا الشعب قريب إلى قلوب الشعب الماليزي ليس فقط المسلمين فيه بل كل أطيافه وفئاته"، مؤكدًا حق الشعب الفلسطيني في التمتع بالحرية والسيادة والكرامة كباقي شعوب العالم. وأوضح أن الدعم الماليزي لقطاع غزة يأتي في سياق إعادة التأكيد على التضامن ودعم صمود الفلسطينيين في نضالهم لاستعادة حقوقهم المسلوبة. وأعرب عبد الرازق عن دعم بلاده للوحدة الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، مشددًا على ضرورة تشكيل حكومة موحدة، متمنيًا أن تنجح الحوارات الرامية إلى تحقيق ذلك وتنهي الانقسام الفلسطيني حتى تكون حكومة الوحدة أمرًا واقعًا في المستقبل القريب. من جهته، اعتبر هنية أن زيارة رئيس الوزراء الماليزي إلى غزة، زيارة تاريخية تمثل "إعلانا إسلاميًا لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع الساحلي". وقال: "في الوقت الذي يزور فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حائط البراق، في زيارة مستنكرة، فإن غزة وفلسطين تستقبل دولة رئيس وزراء ماليزيا، في رد فلسطيني عربي وإسلامي على هذه الزيارة المرفوضة". وأضاف: "هذا تأكيد فلسطيني وإسلامي على أن حائط البراق هو حائط فلسطيني عربي وإسلامي وأن القدس عربية إسلامية"، مشددًا على ضرورة بلورة استراتيجية فلسطينية عربية وإسلامية لمواجهة ما وصفه ب"التطرف الصهيوني" عشية الانتخابات البرلمانية الصهيونية اليوم. وأكد هنية على التمسك بخيار المصالحة واستعادة الوحدة الفلسطينية، قائلا: "نطمئن جميع محبي الشعب الفلسطيني أننا جادون في إنجاز هذا الأمر وتسهيل ما يلزم حتى يرى شعبنا ومحبيه في كل العالم الثمرة الحقيقة والناضجة للمصالحة المبنية على أسس سليمة". ويفتتح رئيس الوزراء الماليزي خلال زيارته عددًا من المشاريع في قطاع غزة، والتي تساهم الحكومة الماليزية في دعمها، أبرزها وضع حجر الأساس لمدرسة صناعية بمدينة الزهراء جنوب مدينة غزة، ومشاركة نظيره الفلسطيني في وضع حجر الأساس لمبنى رئاسة الوزراء في غزة. وكانت الطائرات الحربية الصهيونية قد دمرت مقر مجلس الوزراء الفلسطيني في مدينة غزة، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير في منتصف نوفمبر الماضي. وسيحضر عبد الرازق لقاء مع اعضاء الحكومة في خيمة اقيمت خصيصا فوق مبنى قصر الحاكم المدمر في مجمع أنصار الأمني غرب مدينة غزة، ومن ثم سيتوجه إلى جامعة الأقصى التي ستمنحه دكتوراه فخرية في لقاء نخب يعقد في مقرها بخان يونس جنوب قطاع غزة.