قال رئيس الجمهورية منصف المرزوقي، في حوار أجرته معه صحيفة "الشرق الأوسط"، أمس الثلاثاء 22 جانفي إن "التحالف مع حركة النهضة ضروري ولكنّه صعب، وذلك لاختلاف المرجعيات الفكرية، ونجرب الآن مدى صعوبة الحكومات التوافقية ونحاول تجاوزها". وأضاف المرزوقي أن "حزب النهضة يمثل الشعب التونسي، لكنه عجز من خلال 89 صوتا عن حكم تونس وتشكيل حكومة، ولولا المؤتمر من أجل الجمهورية وحزب التكتل العلمانيين المعتدلين لما تمكن من تشكيل حكومة، وتصوير حركة النهضة كحزب متوغل والشعب خلفه غير صحيح". وعن الانتقادات التي وجهت إليه من قبل أعضاء في حركة النهضة، والتي منها على سبيل المثال "لا تستطيع أن تعيش في قصر قرطاج وفي الوقت ذاته تلعب دور المعارض، قال المرزوقي إنّه لا يقبل بأن يكون مجرد صورة، فأنا ألعب دوري جيدا كرجل سياسة، وهناك جزء من حركة النهضة يقلقه تصرفي المستقل الذي أحاول أن أجسد من خلاله اعتباري رئيسا لكافة التونسيين وليس لمجموعة محددة"، مضيفا " أنا لا ألعب دور المعارض، إنما الصديق النزيه". وعن لجان حماية الثورة أكّد المرزوقي في حواره أنّ "لقد استقبلت كل الأطياف السياسية واستقبلت أيضا هذه الميليشيات كما أطلقت عليها، واستوضحت منهم موقفهم، وأكدوا لي أنهم مجموعات مدنية ويدينون العنف ولا علاقة لهم بالميليشيات، وأن تقديمهم كميليشيات للنهضة أمر غير صحيح، وهم ملتزمون بالعمل السلمي، وإذا صح قولهم فنعم به، وإذا ثبت أنهم ميليشيات فسيقعون تحت طائلة القانون. وعن رأيه في التدخل الفرنسي في مالي، قال المرزوقي "نتفهم التدخل الفرنسي الذي حدث نتيجة طلب من الحكومة، إلا أننا نريد انتهاء هذا التدخل بأقرب وقت وإيجاد حل أفريقي سياسي، وأكثر ما أخشاه أن تتحول مالي إلى أفغانستان جديدة"، مشيرا إلى أن الجماعات الموجودة فيها هي خليط من جماعات لها حقوق مشروعة تتعلق بحقوق الطوارق وأخرى مرتبطة بالتنظيم الدولي الإرهابي المتطرف".