اشتبك مئات الشبّان مع الشرطة المصريّة بميدان التحرير في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة 25 جانفي في بداية عنيفة للذكرى الثانيّة للثورة التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك وأدّت إلى انتخاب رئيس إسلامي. وبدأ معارضون للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها في الاحتشاد في التحرير بعد صلاة الجمعة للمطالبة بتحقيق أهداف الثورة التي يقولون إن الإسلاميين خانوها. وهدأ الميدان بعد معارك بين الشرطة والمحتجين الذين رشقوا الجنود بقنابل المولوتوف والألعاب الناريّة في الساعات الأولى من الصباح محاولين الاقتراب من جدار من الكتل الخرسانية يمنع الوصول إلى مباني البرلمان والحكومة. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع الذي ملأت رائحته جو الميدان. وقالت وزارة الصحة في بيان لها إنّ 16 شخصا أصيبوا في الاشتباكات. وعبّر كثيرون في ميدان التحرير ليل أمس الخميس عن استعدادهم للاصطدام بالشرطة إذا كان من شأن ذلك حمل مرسي على تحقيق أهداف الثورة أو إسقاطه مثل مبارك إذا لم يفعل ذلك. وفي وسط التحرير حملّت أكبر لافتة في الميدان الشعار الذي لازم الانتفاضة التي أسقطت مبارك وهو "الشعب يريد إسقاط النظام". وكانت الانتفاضة التي أسقطت مبارك رفعت شعار "عيش .. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية". ويقول مصريون كثيرون إنّ الشعار لم يتحقق ويقول البعض إنّ حياتهم تغيّرت للأسوأ في ظل انفلات أمني وتراجع اقتصادي واضطراب سياسي تمر به البلاد منذ إسقاط مبارك.