تحتضن دار الثقافة ابن رشيق انطلاقا من يوم الجمعة 20 جانفي الجاري وإلى غاية يوم 2 فيفري المقبل معرضا للصور الفوتوغرافية تحت عنوان "حديث الجدران من تونس إلى طرابلس". وهو تتمّة أو مواصلة لمعرضه الذي أقامه أواخر شهر مارس من العام الماضي في دار الثقافة ابن خلدون، وكان الأول من نوعه بعد الثورة والذي حمل عنوان "حديث الجدران" ولقي المعرض وقتها اهتماما ومتابعة نظرا لطرافته وأيضا لأنه كان من المعارض الأولى التي انتظمت بعد الثورة مباشرة. المعرض الجديد يتضمن ما يقرب من أربعين لوحة جديدة قام الفنان عبد الباسط التواتي في عدد من المدن الليبية ومن المفارقات أنّ صورا كثيرا منها التقطها يوم القبض على معمر القذافي حين كان يتجول بين المدن الليبية ليقتنص بعدسته أفضل ما تركت أنامل شباب وأطفال ليبيا على الجدران. ويسعى التواتي من خلال هذا المعرض الجديد لمواصلة سعيه لتوثيق الثورات العربية من خلال الصورة وتحديدا من خلال أعمال "الغرافيتي" التي أبدعها الثوار العرب على اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم وأماكنهم. محاولة لتوثيق الثورات بشكل مغاير تماما، وهو ما نجح فيه بقدر كبير في معرضه الأول، والذي يتواصل مع المعرض الثاني والذي من المنتظر أن يحمل معه مفاجآت كثيرة على مستوى الصورة وما تحويه. عبد الباسط التواتي يُذكر أنّ الفنان التشكيلي عبد الباسط التواتي هو في الأصل طبيب، وهو صاحب تجربة متفردة في الرسم والنحت ليس تونسيا فقط بل وعربيا، حيث يعتمد على محامل غير عادية في أعماله من ذلك استعماله لبقايا مخابر طب الأسنان وصوب الأشعة عديمة الفائدة ليجعل منها أعمالا فنيّة تحمل الكثير من الجمالية والإبداع بعد أن كانت أشياء مهملة يمكن أن تسيء للبيئة، أقام عددا كبيرا من المعارض في تونس وخارجها وساهم في إثراء المشهد التشكيلي التونسي. أما فنّّ الغرافيتي فيعتبر أحد الفنون المعاصرة وقد بدأ ظهروه في مدينة نيويورك في ستينات القرن الماضي . وقد انتشر هذا الفن حتى بات يعدّ أحد الحركات التشكيلية المعاصرة. أما تسميته فهي مشتقة من الكلمة الإيطالية "غرافيتو" التي تعني الكلمات أو الرسوم المطبوعة على الجدران.