اتصل بنا المواطن محمد بن علي الجريجي القاطن بقصرهلال، قصد نشر مشكلته التي تتمثل في قضية تحيّل من قبل أحد المحامين وأحد الدخلاء على قطاع المحاماة (سمسار قضايا). ويقول المواطن محمد أنّه تعرض سنة 2009 لحادث مرور، وأنّ المدعو م.ز قد اتصل به زاعما أنه كاتب لأستاذ المحامي بسوسة م.ب، وعرض عليه خدماته المتمثلة في رفع قضية لجبر الأضرار التي لحقته، إلاّ أنني امتنعت عن ذلك لأنني استغربت كيف علم المدعو م.ز بأمر حادث المرور، ولكن بعد فترة عاد واتصل به ذاكرا أنّ المحامي سحب نسخة قانونية من محضر البحث وباشر إجراءات رفع القضية على شركة التأمين. ويقول "وأمام هذا الوضع اتفقت مع المحامي أن يتكفل بالقضية مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز 400 دينار نظرا لحالتي الاجتماعية، ووافق المحامي مؤكدا أنها أمور إنسانية قبل كل شي، وهو ما جعلني أثق فيه. وبعد مدة اكتشفت أن المحامي والوسيط لم يكونا في مستوى الثقة فطلبت منهما الانسحاب تماما من القضية وباشرت مواصلة الإجراءات مع محامي آخر، إلاّ أنني فوجئت حين تنفيذ الحكم الصادر لصالحي أن المحامي الأول قد سحب مبلغ 2000 دينار من المبلغ الجملي البالغ 6000 دينار، وهو ما يعتبر خرقا للقانون حيث أنني كنت ألغيت توكيلي له." ويواصل "وأمام هذه الوضعية ونظرا لظروفي الاجتماعية وحالتي المادية المتدهورة، لم أجد غير اللجوء إلى تقديم شكاية فرع الهيئة الوطنية للمحامين بسوسة شارحا فيها كل ما حصل معي." ويبدو من هذه القضية والتي لم تكن الوحيدة من هذا النوع أن آفة الدخلاء في قطاع المحاماة مازالت متفشية، تستنزف جيب التونسي ووقته وأحيانا قوت عياله. حيث يعمد الكثيرون إلى تقديم أنفسهم كوسطاء بين الموطان والمحامي، بل إنّ بعضهم يتكفل بكل حيثيات القضية انطلاقا من مركز الشرطة مرورا بالمستشفى وصولا إلى أروقة المحاكم، مستغلين في ذلك جهل الكثير من التونسيين بالقانون. ويسعى أولئك الوسطاء إلى كسب أكثر ما يمكن من المواطن الذي عادة ما يكون فقيرا وينتظر ذلك المبلغ الذي ستمنّ به عليه شركة التأمين، ووصل الأمر ببعض الدخلاء بمعية بعض المحامين إلى اقتسام المبالغ مع المتضررين بل إن ثمة حالات غنم فيها الوسيط والمحامي أكثر من المتضرر بدعوى مصاريف القضية ومكرمات لبعض الموظفين قصد تيسير أطوار القضية والتعجيل بالبتّ فيها. والجدير بالذكر أن المواطن محمد الجريجي كان تقدم بشكايته للمكتب الجهوي لهيئة المحامين منذ شهر أوت 2011 ومع ذلك لم يتمّ النظر فيه إلى حد اليوم..