عندما يولد الطفل البكر تراه الاسرة باكملها تحضنه بالحب والوئام ويلقى الاهتمام والرعاية من قبل الولداين والجميع المحيطين من حوله ، ويرى الطفل نفسه صاحب السلطة والمهيمن ببرأته على قلوب الجميع دون ان يشارك ويتقاسم معه طفل اخر، ولاسيما عندما يكبر قليل ويصبح يعي الاشياء من حوله ومحيطيه فقد لا يقبل بالمشاركة مع طفل اخربلعبه وبذلك تنبت روح الانانية والغيرة بذاته ،ونرى معضم الاهالي يقومون بتوفير كل ما يحتاج اليه الطفل وحل كل المشاكل التي يمر بها دون ان يعلموه الاعتماد على النفس ، وهذه الرعاية والاهتما م والدلال الزائديين قد تؤثر سلبا على سلوكه خاصة اذا زاد عند الحد المالوف والمعتاد وبدأت مرحلة جديدة في حياته هوظهور طفل جديد مكانه وهذا ما يؤدي الى اصطادمه اكثر ويؤدي به الى ازمات نفسية واظطرابات سلوكية خطيرة ومنها الغيرة التي تنجم عنها العدوان وعدم الثقة بالاخرين والشعور بالنقص وعدم الامان وتراه يحب الانعزال ويتبعد عن المجتمع وان هذه السلوكيات تؤدي الى تكوين شخصية مضطربة وغير مشاركة ومتعاونة مع محيطه ،والطفل البكر قد لايغار من اخيه فحسب بل قد يغار من اصدقائه في المدرسة وقديتهرب من اداء واجبه المدرسي بسبب عدم قدرته على تحمل المسؤولية نتجة التربية الخاطئة التي تلقاه من والديه في مرحلة الطفولة المبكرة ، وما ان يجد هذا الطفل فرصة يحاول ان ينتهزها باذاء المولود الجديد واستخراج ما بداخله من حقد وغيره تجاهه وخاصة عندما يرى بان امه تحضن اخاه بعطف وتلاعبه وتلاطفه وتقوم باهمال الاخر دون قصد ، ولكي تتجنب الامهات هذا المرض النفسي عليها بمراعاة شعور الطفل وعدم التفرقة بين اطفالها وعلى الاقل يجب ان توجد فترة زمنية مدتها ثلاث سنوات بين كل ولادة ، وقبل ان يولد الطفل الثاني عليها تهيأته نفسية لتقبله بوجود طفل اخر في العائلة وان تفهمه بانه صغير وبحاجة الى الرعاية اما هو فقد كبر وبامكانه توفير حاجاته ، ومن اجل بناء مجتمع سليم خالي من المشاكل علينا جميعا ان نراعي ونتعامل مع الاطفال باسلوب واعي وان نرشدهم الى الدرب الصحيح وكما اشار الكثير من علماء النفس والفلسفة بان الطفل كالعجينة بامكانك ان تصنع منها ما شئت ،لذا علينا ان لا نستهين بمرحلة الطفولة وان نتعامل معها بوعي لانها مرحلة حساسة جدا و البنية الاساسية في تكون الشخصية وخاصة في السنوات الخمس الاولى .