اضطرابات الذكاء عند الأطفال تتمظهر أساسا في صعوبة التحصيل واكتساب المعارف أي في عدم القدرة على القراءة أو الكتابة أو القيام بالعمليات الحسابية حتى ولو كانت بسيطة وكذلك في كتابة الأحرف أو الأعداد بطريقة عكسية وعادة ما تؤثر اضطرابات الذكاء على القدرة العلمية للتلميذ الشيء الذي يجعله غير قادر على اكتساب ثقة المدرسين وبدرجة ثانية ثقة أسرته التي تصبح بمثابة «العنصر المقلق» الذي يحاصر التلميذ محاصرة لصيقة من شأنها أن تجعله يكره كل ماهو متعلق بالدراسة وبالتالي يفشل وربما أيضا يغادر مقاعد الدراسة. وحتى نتجاوز هذه الصعوبات والعراقيل ونشرح أسبابها وكيفية علاجها اتصلنا بالسيد سفيان الزريبي مختص في علم النفس فأمدنا بالمعطيات التالية : تواجه الأسرة عديد المشاكل النفسية إذا كان لها طفل يشكو من اضطرابات الذكاء أي غير قادر على الحصول على علامات جيدة في الدراسة نتيجة لصعوبات في القراءة والكتابة والتعلم بصفة عامة وينتج هذا الإشكال نتيجة لصعوبة في الربط عند بعض الأطفال بين الصورة الصوتية للكلمة والحرف المكتوب وهذه الإظطرابات عادة ما تكون في سن السادسة أو السابعة أي في السنة الأولى والثانية من التعليم الإبتدائي ويمكن أن تتسبب في الرسوب. وهذه الإظطرابات ليست اضطرابات في الذهن لذا فهي متمظهرة ويمكن ملاحظتها وبالرغم من أنه ليست لنا إحصائيات واضحة عن نسب الأطفال الذين يشكون من اظطرابات التحصيل لكن المعطيات العامة تقول إن هذه النسبة تتراوح بين 2 و10 بالمائة من مجموع الأطفال.. وإن 5 بالمائة من تلاميذ المدارس العمومية بالولايات المتحدةالأمريكية لهم اضطرابات في التعلم. وللإختلافات الثقافية دور في اضطرابات الذكاء فهناك لغات تكثر فيها صعوبة التعلم أكثر من غيرها مثل اليابانية التي تعتمد على الأشكال أكثر منها على الحروف وهو ما يجعل نطقها سهلا وكتابتها صعبة والعكس أيضا موجود بالنسبة للغات الأخرى التي تكون كتابتها سهلة ونطقها صعبا مثل الحروف التي تعتمد على الشكل والتي يحفظها التلميذ دون أن يعرف كتابتها. ويضيف محدثنا أن نوعية التدريس أيضا سبب من أسباب تراجع التلميذ في عملية التحصيل أو تفوقه فيها فبقدرما يتلقى التلميذ دروسه في جو هادئ تكون عملية التحصيل سهلة وبقدرما يكون جو الدراسة متشنجا يغلب عليه الخوف والرهبة تكون عملية التحصيل ضعيفة وصعبة. علامات اظطرابات الذكاء تتمثل علامات اظطراب الذكاء في عدم قدرة الطفل على الكتابة أو في كتابته للحروف بطريقة مقلوبة أي بطريقة «المراة» فهو لا يستطيع وضع الحرف في مكانه داخل الكلمة أو الكلمة داخل الجملة حيث يجد صعوبة في نقل الحرف بذاكرته وله إشكالية في التحكم في الفضاء الخيالي .كما أنه لا يستطيع النظر إلى الكلمة ككل إذا لا يستطيع الدخول إلى عالم الكتابة حيث يفكر عبر كلمات مربوطة بصور في حين أن الكتابة ترجمة تصويرية للفكرة وليس العكس. ومن علامات اضطراب الذكاء عند الأطفال أيضا صعوبة القراءة حيث يخزن التلميذ الكلمة في ذهنه في شكل صورة ويحفظها على تلك الشاكلة في حين أنه يجب أن يحلل الكلمة حرفا حرفا حتى يستطيع قراءتها بطريقة سليمة. أما الصعوبة في مادة الرياضيات فتتمثل في طريقة كتابة الأعداد حيث لا يتبع الطفل الطرق العادية في الكتابة كما أن مفهوم الحساب بما يعنيه من جمع وضرب وكسر بعيد على ذهنه وصعوبات التحصيل هذه من شأنها أن تخلق ردود فعل حادة حيث يجد التلميذ نفسه أمام مشكلة بلا حل من شأنها أن تؤدي إلى التمييز بينه وبين زملائه وتوتر علاقته مع معلميه حيث يجد نفسه غير قادر على تلبية رغبة الإطار التربوي فيريد الهروب من الفصل ومغادرة الدراسة فتحاول العائلة مساعدته في بادئ الأمر ثم تعيد الكرة ثم تركز كل اهتمامها فيما بعد على الجانب العلمي للطفل فيحس بأنه غير قادر على إرضاء أسرته ومن ثم يحس بالنقص و يؤثر هذا الشعورعلى سلوكه .وقد تكون ردة فعله مختلفة فإما أن يشعر بالخوف وتنتابه نوبة من البكاء في الليل أو أن يتبول لا إراديا خلال فترة النوم أو يصبح عنيفا في تصرفاته أو ينزوي ويميل للوحدة ويصبح قلقا ومضطربا . أسبابه ومن أسباب اضطرابات الذكاء عند الأطفال عدم تأقلم نمو مخ الطفل مع سنه وهو ما من شأنه أن يؤخر فهمه للعالم المعنوي وفك رموز هذا العالم يتطلب أن يصل الطفل إلى مرحلة نمو معينة. الحل أكد السيد سفيان الزريبي على أن يكون الإطار التربوي منتبها لحالات اظطراب الذكاء عند الأطفال وأن على الأولياء إذا لا حظوا اظطرابات التحصيل أن لا يحملوا التلميذ المسؤولية وأن يعوا أنها مشكلة نفسية تتطلب المعالجة وأن يتصلوا بالطبيب النفسي الذي يتولى تشخيص الحالة ويرسل التلميذ إلى مختص في التأهيل