في بيان للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: مؤشّرات خطيرة تهدّد حرية الصحافة واستقلالية الصحفيين تونس – ديما أونلاين أصدرت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين اليوم 14 جانفي 2012 بيانا أكدت فيه أنّ ما حدث منذ عام كان "تتويجا لنضالات أجيال من أبناء الشعب التونسي ضدّ القمع والديكتاتورية والتفقير والتهميش والاضطهاد، وقد كان لنضالات الصحفيين الأحرار المساهمة المهمّة في المسار الثوري وفي الدفع في اتجاه الانتقال الديمقراطي، ومثّل صمود عدد من الصحفيين والمناضلين بدعم من المجتمع المدني والأحرار في تونس والعالم، في وجه محاولة ارتهان القطاع للتماهي وخدمة الديكتاتورية من خلال الانقلاب على نقابة الصحفيين يوم 15 أوت 2009، لحظة مفصلية في تاريخ المهنة وفي صيرورة النضال من أجل حق الشعب التونسي في المعلومة الحرّة وفي صحافة مستقلّة منحازة إلى هموم الشعب.." وأكّد البيان "تمسّك نقابة الصحفيين المبدئي بالقيم التي اندلعت من أجلها ثورة الحرية والكرامة، ونضالها من أجل التصدّي لكلّ المعيقات الموضوعية المرتبطة بمحاولات وضع اليد على قطاع الإعلام والإبقاء عليه ضمن "بوتقة البروباقندا"، والتصدّي لكلّ المعيقات الذاتية المرتبطة بسعي الحرس القديم، الذين كانوا اليد الطولى للماكينة الدعائية للنظام السياسي القمعي، إلى العودة للسيطرة من جديد والتغلغل في مفاصل الدورة الإنتاجية للعمل الإعلامي، لذلك فإنّ النقابة تعمل على تطهير القطاع من كلّ قوى الشدّ إلى الوراء وكل رموز الفساد الإعلامي.." وسجّل المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين التطوّر الجزئي كمّيا ونوعيا في المشهد الإعلامي، إلا أنّه "يلاحظ أيضا بروز عوائق جدية أمام عملٍ صحفي محترف.." وقال البيان أنّ "أبرز هذه العوائق مدى الالتزام بأخلاقيات المهنة وبالمعايير المهنية للعمل الصحفي الموضوعي والدقيق والمتعلّق بمشاغل الشعب التونسي وطموحاته.." كما أشار البيان إلى "خطورة المرحلة الراهنة التي تمرّ بها البلاد، من خلال سعي بعض القوى التي تقول إنّها مقرّبة من دوائر الحكم في تونس، إلى خلق مناخ من الرعب والقمع وشن حملة مشبوهة على الإعلام بشكل تعميمي دون القدرة على التمييز بين الجاد من غير الجاد.." كما أكد البيان أنّ النقابة "تسجّل بإيجابية بروز العديد من العناوين الصحفية منذ 14 جانفي إلى اليوم، إلا أنّها تعبّر عن احترازها لوجود عناوين تعمل خارج الأطر والضوابط المهنية والأخلاقية للعمل الصحفي، ولا تشغّل صحفيين، وتعمل أحيانا لأهداف غير معلومة." وتسجّل النقابة أيضا، "وجود مؤشّرات خطيرة تهدّد حرية الصحافة واستقلالية الصحفيين، مثل خلق مناخ من الخوف والاعتداءات المتكرّرة والمتعمّدة في حق الصحفيين، آخرها الاعتداء الذي نفّذه أشخاص ضدّ الزميل قيس هماني العامل بالتلفزة التونسية بوحدة الإنتاج التلفزي بصفاقس." وعبرت النقابة عن تمسّكها برفض التعيينات الأخيرة لمسؤولين بالمؤسسات الإعلامية دون الاستناد إلى معايير واضحة وعلى أساس مهني، بل كشفت عديد الأسماء عن تورّط أصحابها في الولاء الإعلامي لنظام بن علي على مدى سنوات طويلة، وتجدّد النقابة دعوتها الى كافة الزميلات والزملاء الصحفيين والعاملين بالحقل الإعلامي إلى رفض تلك التسميات وعدم التعامل معها. وفي ختام البيان دعت النقابة الصحفيين والصحفيات العاملين في بعض المؤسسات الخاصة والعمومية إلى الالتزام أكثر بالموضوعية وبالمعايير المهنية، ودعتهم إلى انتخاب مجالس تحرير مستقلّة عن الإدارات. كما جدّدت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين وقوفها إلى صفّ نضالات الصحفيين الأحرار في الدول العربية وفي العالم والى صفّ حركات التحرّر الوطني في كافة أنحاء العالم وأساسا وقوفها إلى صفّ المقاومة في فلسطين. كما جدّد المكتب التنفيذي التزامه بالدفاع عن كلّ مكتسبات ثورة الشعب التونسي التي تختزلها كلمتي الحرية والكرامة. أبو شهد